قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن تصاعد ضربات حزب الله الصاروخية باتجاه إسرائيل مرتبط ببعدين محلي وإقليمي، معربا عن قناعته بأن الجانبين يحاولان “التأثير على منظومة القيادة والسيطرة للآخر”.
وأوضح الفلاحي للجزيرة أن حزب الله “يصعد من ضرباته الصاروخية نحو أهداف بالعمق الإستراتيجي مثل حيفا وتل أبيب”، ووصف ما يحدث بأنه “عمليات تجريد جوي تجري في قصف المواقع الخلفية بعيدا عن المناطق الأمامية للمعركة”.
وبيّن الفلاحي، وهو عقيد عراقي متقاعد، أن هذه الضربات وعمليات الاستنزاف تؤثر بشكل كبير، إذ يقبل طرفا النزاع بـ”خسارة المناطق الحدودية على أن يعمل المركز ذو الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي بفعالية”.
وأضاف “هناك ضربات جوية متبادلة، حيث تنفذ إسرائيل غارات على العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية، ووصل الأمر إلى قصف مناطق الشمال”.
وقال إن “حزب الله يحاول استعادة وضعه وقدراته القتالية والتنظيمية”، واصفا ضرباته بالأيام الثلاثة الأخيرة بـ”المتوازنة والمنسقة وفق معلومات دقيقة”، كما جرى في هجوم بنيامينا جنوبي حيفا بمسيّرة انقضاضية.
ويشير الخبير العسكري إلى أن قدرات حزب الله الصاروخية “ليست فقط في ضاحية بيروت الجنوبية”، مستدلا بتصريحات إسرائيلية قالت إن القصف الذي طال تل أبيب انطلق من شمال لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الاثنين، أن صفارات الإنذار دوّت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على تل أبيب ومناطق الوسط.
وقال الفلاحي إن فرقة عسكرية إسرائيلية جديدة التحقت بالقتال على الحدود مع لبنان ليصبح الإجمالي 5 فرق، لكنه شدد على أن العمليات البرية “لا تزال في بدايتها”.
وخلص إلى أن العمليات تجري على الشريط الحدودي أو بداية الأراضي اللبنانية، متوقعا “ردا إسرائيليا كبيرا على هجوم المسيرة، الذي أصاب معسكر تدريب لواء غولاني، إلى جانب اندفاع بري في بعض المحاور القتالية”.
وبالتوازي مع التصعيد في لبنان، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا سريا مع قادة الجيش والاستخبارات، لبحث خطط شن هجوم على إيران.
أما عن العمليات العسكرية في قطاع غزة، فقال الخبير العسكري إن فصائل المقاومة تنفذ كمائن على 3 أو 4 مراحل “وهو ما يعطي دلالة وجود منظومة القيادة والسيطرة”.
وبيّن الفلاحي أن توثيق كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لكمين جباليا شمالي القطاع ضد سرية مشاة إسرائيلية “يشير إلى أن المقاومة تمتلك زمام المبادرة، وتعمل بالمناطق التي تم تدميرها مستفيدة من الأنقاض والركام”.
وبثت القسام مشاهد إيقاع سرية مشاة ميكانيكي آلية في كمين محكم شرق معسكر جباليا بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقسم مقاتلو القسام الكمين إلى 3 مجموعات تمثلت في مجموعة الإسناد وتثبيت الهدف، ومجموعة الإطباق على الهدف، إضافة إلى مجموعة قطع النجدات.