قال الخبير العسكري فايز الدويري إن القصف غير المسبوق الذي يتعرض له قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والمصاحب لقطع كلي للاتصالات والإنترنت، من الممكن أن يكون في إطار التمهيد لبدء الاجتياح البري المرتقب، الذي من الممكن أن يكون خلال ساعات، إذا استمر القصف.
وأوضح -في تحليل لمستجدات الحرب- أن ما يشهده القطاع مرحلة جديدة من التصعيد عبر هذا القصف، والذي من الممكن أن يتوقف عند هذا الحد باعتباره مرحلة تصعيد للغارات والقصف فقط، لكنه إذا استمر، فمن المتوقع أن يتطور خلال ساعات إلى اجتياح بري يكون هذا القصف بمثابة تمهيد له.
ولفت الدويري إلى أن هذا القصف ربما يكون كذلك في إطار الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ظل الحديث عن مقاربة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لديها، وذلك مقابل وقف إطلاق النار على القطاع، وهو الأمر الذي ترفضه الحركة حتى الآن حسب تقارير إعلامية.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يحاول كذلك من خلال هذا القصف حرمان المقاتلين الفلسطينيين من أي قدرة على القتال والحركة، وإجبارهم على التمترس، لأن الهاجس الرئيسي لديه هو التعامل مع معركة الأنفاق، لما يعلمه من صعوبة ذلك في ظل ما يتوفر من معلومات عن اتساع شبكة أنفاق المقاومة في قطاع غزة.
وأوضح الخبير العسكري أن ما نقلته شاشة الجزيرة من قوة هذا القصف، يدل على استخدام إسرائيل لقنابل ذات أوزان أكبر مما كان يستخدم سابقا، وربما يكون قد بدأ استخدام القنبلة الأميركية المعروفة باسم “أم القنابل” وهي ذات تأثير مرعب -على حد تعبيره- أو من الممكن أن تكون هذه القنابل ارتجاجية، مع زيادة في الأعداد المستخدمة منها.
في حين اعتبر الدوري مسارعة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، بإطلاق رشقات جديدة رغم هذا القصف، يعني أنها تدير المعركة بكفاءة في ظل ما يتوفر لها من إمكانات، ولا تزال قادرة على ضبط إيقاع المشهد رغم القصف الإسرائيلي المتصاعد.
وفي هذا الإطار، يرى الخبير العسكري أن ما تكشفه معطيات الحرب في اليوم الـ20 لها، يعطي أسبقية للمقاومة الفلسطينية، في الجانب العسكري، إذ إنه وبعد النجاح غير المسبوق الذي تحقق في يوم إطلاق “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين أول الجاري، لا تزال تمتلك زمام المبادرة عبر عمليات إطلاق الصواريخ، وما تم من تسلل خلف نقاط العدو.
في المقابل، لم يحقق الاحتلال الإسرائيلي -رغم كل ما يتوفر له من إمكانات عسكرية ودعم غربي واسع- أي إنجاز عسكري يمكن أن يقدمه لشعبه أو للإدارة الأميركية، وكل ما قام به يقع في “الدائرة السوداء” عبر ارتكاب جرائم حرب باستهداف المدنيين ومنازلهم، مشيرا إلى أنه إذا توقف الحرب على هذا النحو، ستظهر حماس منتصرة بها رغم كل ما لحق غزة من دمار.
وتستمر الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 3 أسابيع، وخلّف القصف غير المسبوق أكثر من 7 آلاف و300 شهيد، جلهم نساء وأطفال، فضلا عن نحو 19 ألف جريح، كما شرد قرابة 1.4 مليون من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.