قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم الفلاحي إن مقطع الفيديو الذي بثه حزب الله اللبناني اليوم الثلاثاء ويتضمن مشاهد التقطتها الطائرات المسيرة لعدد من الأهداف العسكرية والمدنية والاقتصادية في العمق الإسرائيلي يحمل رسائل متعددة ويأتي في توقيت بالغ الأهمية.
وأوضح الفلاحي -في تصريحات للجزيرة نت- أن أهمية هذا الفيديو تأتي من اتجاهات عدة:
أولا: من حيث الدقة الفنية، حيث أشار الفيديو بدقة متناهية إلى العديد من الأهداف في خليج حيفا وجزر كريوت وبعض المواقع العسكرية الحساسة، وتم تسجيل إحداثيات دقيقة جدا لهذه المواقع، مع إعطاء مسافات دقيقة باتجاه لبنان.
ثانيا: القدرة الاستخبارية التي تظهر بنك المعلومات الاستخباري لحزب الله، وهذا أمر غير مسبوق في المواجهات السابقة.
ثالثا: المواجهة العسكرية مع الحزب يجب أن تأخذ في الحساب أن نوعية أهداف حزب الله في المواجهة القادمة ستكون كبيرة ومؤثرة ومؤلمة بالنسبة للجيش الإسرائيلي.
رابعا: التوقيت، إذ جاء الفيديو في توقيت مهم جدا، خاصة لحزب الله، في ظل التهديدات الإسرائيلية باجتياح لبنان لدفع مقاتلي الحزب إلى خلف نهر الليطاني.
وبيّن الخبير العسكري أن حزب الله يريد أن يقول إنه إذا أردتم الإقدام على هذه الخطوة فإن حساباتكم يجب أن تكون دقيقة، لأن المواجهة الآن ستختلف عن المواجهات السابقة من حيث الأهداف والأدوات والأساليب والقدرات.
كما أشار الفلاحي إلى أن نشر هذا المقطع الآن يوجه رسائل عدة في اتجاهات مختلفة:
- رسالة واضحة من قبل حزب الله في قضية التوقيت في ظل تزايد الضغوط الدولية.
- يحمل رسائل إلى كل من الداخل الإسرائيلي والخارج كذلك، بما في ذلك الولايات المتحدة التي أرسلت مبعوثا لخفض التصعيد في المنطقة.
- رسالة بأن القدرات العسكرية لحزب الله الآن اختلفت عن السابق بشكل كبير، وهذا يعني أن المواجهة القادمة من حيث الأدوات والوسائل والأساليب أيضا ستكون مختلفة، لأن قواعد الاشتباك الآن يبدو أنها ستتغير، وهذا التغير سيضر المصالح الاقتصادية والسياسية والعسكرية لإسرائيل.
- رسالة عسكرية إلى إسرائيل التي كانت تتغنى بمنظومة الردع، لكنها أصبحت لا تمثل شيئا بالنسبة لحزب الله.
- هذا الفيديو أظهر أهدافا مهمة ستكون جميعها في مرمى صواريخ حزب الله وطائراته المسيرة، وأن هناك إمكانية كبيرة جدا للوصول إلى هذه الأهداف رغم وجود المنظومات الرادارية التي فشلت في كشف هذه الطائرات المسيرة.
- أن الرد على الاستهدافات الإسرائيلية سيكون بالمثل، وهذا يعني أن القدرات والبنى التحتية الإسرائيلية أيضا ستكون تحت مرمى صواريخ حزب الله.
- رسالة بأن هذه المواجهة تنتقل من المستويين التكتيكي والتعبوي إلى المستوى الإستراتيجي مباشرة، وهذه نقلة كبيرة جدا في المواجهة عندما يتم تصوير أهداف في العمق الإسرائيلي بهذه الدقة وبهذه الإحداثيات الدقيقة وبهذه المديات.
وفي ما يتعلق بالوضع العسكري في إسرائيل حاليا، قال الخبير العسكري إن إسرائيل تمر بوضع إستراتيجي سيئ جدا، فهي عالقة الآن في قطاع غزة، ويضاف إلى ذلك أن هناك انقساما كبيرا جدا على المستويين السياسي والعسكري، وهناك تدهور في الإمكانيات والقدرات والخبرات لدى الجيش الإسرائيلي.
ويقابل ذلك تصعيد في الضفة الغربية ومواجهات على الجبهة الشمالية مع لبنان، وذلك في ظل وضع دولي ومتغيرات دولية تحتم على إسرائيل الانكفاء إلى الداخل وعدم القيام بأي مواجهة أخرى، لأن هذا سيكون مغامرة كبيرة جدا إذا أقدم عليها الجيش الإسرائيلي وحكومة بنيامين نتنياهو في ما يتعلق بالذهاب إلى لبنان.