أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه بمناسبة العام الجديد على الجنود الروس ووصفهم بالأبطال، وفي المقابل توعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد “بتدمير” القوات الروسية التي تشن منذ عامين حربا على بلاده.
وأعلن الجيش الأوكراني اليوم الاثنين أن روسيا نفذت الليلة الماضية هجوما بواسطة طائرات مسيرة، استهدفت بنية ميناء أوديسا، مما أسفر عن نشوب حريق في أحد الأرصفة.
وأكدت القيادة العسكرية الجنوبية للجيش الأوكراني عبر تطبيق تليغرام أن أولوية روسيا تكمن في استهداف البنية التحتية لميناء أوديسا، حيث تم توجيه عدد كبير من المسيرات من البحر إلى المنطقة الساحلية، مشيرة إلى أن الحريق تم إخماده فورًا ولم تسجل أي إصابات.
ويوم الأحد، أعلن رئيس منطقة دونيتسك الأوكرانية، الذي تم تعيينه من قبل روسيا، دينيس بوشلين، عن مقتل 4 أشخاص جراء قصف أوكراني على المدينة، في الوقت الذي أفاد فيه مسؤولون أوكرانيون أن روسيا نفذت هجوما جويا جديدا على بعض المناطق.
وأشار بوشلين عبر تطبيق تليغرام إلى إصابة نحو 13 شخصا أيضا في “هجوم قوي” للقوات الأوكرانية وسط دونيتسك.
وفي السياق ذاته، أعلنت السلطات المحلية أن شخصا قد قتل في أوديسا جنوب أوكرانيا، و4 آخرين في دونيتسك شرق البلاد، جراء ضربات ليلة أمس الأحد، عقب تصاعد العنف بين موسكو وكييف.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بتنفيذ روسيا هجوما جويا جديدا خلال الليل، استهدف مناطق ميكولايف وأوديسا ودنيبرو.
خطاب الرئيس الروسي
وركز بوتين في خطابه على قيم الوحدة والعزم المشترك، دون الإشارة بشكل واضح إلى الوضع الحالي في أوكرانيا.
ومثل الخطاب المسجل مسبقا تغييرا ملحوظا مقارنة بالخطاب الذي ألقاه بوتين العام الماضي، الذي وقف فيه وراء جنود ذوي مظهر متجهم ليوجه دعوة قوية للتضحية فيما وصفه بأنه “قتال من أجل الحياة”.
وأعرب بوتين عن دعمه لجميع المشاركين في المواقع القتالية أو الذين يقفون في الصفوف الأمامية في معركتهم “من أجل الحقيقة والعدالة”، معتبرا إياهم أبطالا، وعبر عن فخره وإعجابه بشجاعتهم.
ولم يشر بوتين في كلمته إلى أوكرانيا بالاسم، ولم يذكر مصطلح “العملية العسكرية الخاصة” الذي اعتمده لوصف الحرب الروسية ضد أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وأفادت وكالات أنباء روسية في وقت لاحق تصريح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن بوتين قد أجرى مكالمة هاتفية مع قادة في 6 قطاعات عسكرية في إطار الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث قدم التهاني لهم بمناسبة العام الجديد.
وفي الأشهر القليلة الماضية، قلل بوتين من حدة رسائله الوطنية حول أوكرانيا، مع التركيز على القضايا الاقتصادية والتضخم، بسبب الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس/آذار.
وأكد في خطابه أن روسيا قد أظهرت مرارا قدرتها على مواجهة التحديات الصعبة، وأنها لن تتراجع أبدا، حيث “لا يوجد قوة قادرة على تفريقها”.
ولم يتطرق بوتين في كلمته إلى مصير مئات الآلاف من الجنود الروس الذين يشاع أنهم قد قتلوا أو أصيبوا، ولم يتحدث عن وصول النزاع إلى الأراضي الروسية، كما ظهر في هجوم أوكراني يوم السبت على مدينة بيلغورود على بعد 34 كيلومترا من الحدود.
وكذلك، لم يتطرق إلى التمرد المسلح الذي قاده الراحل يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، في يونيو/حزيران 2023.
زيلينسكي يعد بتدمير القوات الروسية
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني في خطابه للعام الجديد يوم الأحد عزمه “تدمير” القوات الروسية في أوكرانيا، بعد أن أسفرت ضربات في دونيتسك وأوديسا عن مقتل 5 أشخاص.
وأكد زيلينسكي أن روسيا ستشهد هذا العام عواقب الإنتاج الحربي الأوكراني المحلي، مشيرا إلى وجود مليون طائرة مسيرة في ترسانتها في 2024، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة من طراز إف-16 التي يوفرها لها شركاؤها الغربيون.
وتأتي رسالة العام الجديد بعد أقل من 72 ساعة من قصف موسكو الكثيف للمدن الأوكرانية بواسطة الصواريخ والمسيرات، مما أدى إلى وفاة 39 شخصا في واحدة من أكبر الهجمات الجوية منذ بداية الحرب.
وأشار زيلينسكي إلى أن طياري أوكرانيا يتقنون استخدام طائرات إف-16، مؤكدا أنه سيتم رؤية هذه الطائرات قريبا في سماء البلاد، وبذلك “سيشاهد أعداؤهم تأثير غضبهم”.
ووجه نداء إلى حلفائه الغربيين للمحافظة على دعمهم، مؤكدا أن الشعب الأوكراني “يظل قويا أمام أي مؤامرات”، وحذر من جميع المحاولات للنيل من التضامن العالمي وتقويض تحالف الحلفاء.
تصاعدت الهجمات
وتصاعدت المواجهات بين موسكو وكييف في الأيام الأخيرة، حيث شهدت بيلغورود الروسية هجوما غير مسبوق، أدى إلى مقتل 24 شخصا السبت الماضي، بعد هجوم صاروخي على أوكرانيا يوم الجمعة. ووصفت كييف هذا الهجوم بأنه “ضخم”، وأسفر عن مقتل نحو 40 شخصا.
وأمس الأحد، شنت روسيا هجوما على مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا ردا على الهجوم غير المسبوق الذي استهدف مدينة بيلغورود.
وأكد سلاح الجو الأوكراني استهداف مدينة خاركيف بـ6 صواريخ موجهة، وأعلن تدمير 21 من أصل 49 طائرة مسيرة من طراز “شاهد” إيرانية الصنع التي أطلقتها روسيا خلال الليل، والتي كانت تستهدف بشكل خاص مناطق جنوب أوكرانيا وشرقها.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الأحد أن القوات المسلحة قصفت “مراكز اتخاذ قرار ومنشآت عسكرية” في خاركيف.
وفي حين نفى حاكم المنطقة، أوليغ سينيغوبوف، الإعلان الروسي وأشار إلى أن الصواريخ التي أطلقت مساء السبت أصابت فندقا ومباني سكنية وعيادات ومستشفيات.
وبحسب السلطات الأوكرانية، أسفر الهجوم عن إصابة 28 شخصا، بينهم شابان وبريطاني يشغل منصب مستشار أمني لمجموعة من الصحفيين الألمان.