شهدت قرية مغربية ظاهرة طبيعية غامضة ونادرة الحدوث، أثارت القلقَ بين أهالي المنطقة والسكان المحليين، وزادت التكهناتُ والشائعات حولَ أسبابِها وأضرارها.
وتمثلت هذه الظاهرة في خروج دخانٍ أبيض كثيف من باطن أرض منبسطة تشققت حديثًا، ووثق أهالي القرية هذه الظاهرة الطبيعية عبر فيديوهات متداولة.
وتفاعلت المنصات مع هذه الظاهرة التي ضربت قرية “تنكاريف” الريفية الواقعة وسطَ المغرب، وهي تابعة لمديرية “تاكلفت” ضمن إقليم “أزيلال” جنوبَ شرقي العاصمة المغربية الرباط.
وبحسب شهود عيان من القرية فإن المثير في هذه الظاهرة الطبيعية أنها مستمرةٌ منذ 3 أسابيعَ تقريبًا، ولا تزال النيران مشتعلة في جوف الأرض، ويوميًا يزداد منسوبُ الدخان، وترتفع درجةُ حرارة التربة، وتتوسع الشقوق.
وتعتبر المنطقة التي ضربتها تلكَ الظاهرة الطبيعية، أرضا مخصصة لرعي الماشية، وهذا بالضبط ما فجَّر الخوف بين أهالي القرية، الذين طالبوا السلطات بسرعة التدخل.
واستعرضت حلقة 22-8-2024 من برنامج “شبكات تعليقات المنصات المغربية التي حاولت أن تقدم تفسيرات علمية أو شبه علمية للظاهرة، مثل تخمر الأعشاب، تفاعلات كيميائية، أو تأثير مخلفات المواشي.
ما حقيقة الأمر؟
ووفقا لرأي المغرد حسن فإن ما حدث يمكن تفسيره بأكثر من طريقة، وغرد موضحا: “ظاهرة البيوكاز (البيوغاز) تنتج عن تخمر الأعشاب والغابات القديمة المطمورة داخل التربة مع الحرارة تبدأ بالتفاعل الكيميائي، أو ربما تواجد الكبريت وتفاعله مع المعطيات المناخية وربما بركان خامد حان وقته، اللهم الطف بنا”.
واتفق الناشط رشيد مع حسن إلى حد ما في رأيه حول احتمال تأثير مخلفات المواشي في المنطقة وقال: “هذا مكان يقيم فيه الرعاة قديما، وتترك فيه الماشية فضلاتها حتى تكون طبقة سميكة، ومع هجر الرعاة لهذا المكان وتراكم طبقة من التراب فوقها، ومع هذه الحرارة تشتعل النار في مخلفات الماشية بسرعة”.
أما صاحبة الحساب لونا فدعت إلى النظر إلى الظاهرة من وجهة نظر سياحية وكتبت تقول: “سيري خليوها حتى للبرد وجيو سخنو تما (دعوها حتى يأتي البرد واذهبوا لتستدفئوا هناك)، في دولة أذربيجان واحد البلاصة (مكان) شاعلة (مشتعلة) فيها العافية (النار) هذه آلاف السنين وكيجيوا (يحضروا) لها السياح خصيصا يشوفوها”.
بينما حذر الناشط عبد اللطيف من تجاهل مثل هذه الظواهر وناشد الدولة أن تهتم بالأمر وكتب: “لا يجب أن نتجاهل الزلزال الأخير الذي ضرب الحوز، من يدري لعل التحركات للطبقات الأرضية ساهمت في خلق فجوة لخروج حمم بركان ما؟”، وأكمل موضحا الفكرة: “لذا على الدولة أن تبعث خبراء إلى عين المكان بقصد دراسة الوضع ولم لا تستعين بخبراء أجانب؟”.
من جهتها، شكلت السلطات المغربية لجنةً متخصصة للتحقيق في أسباب تلك الظاهرة، وتوجهت إلى قرية تنكاريف الأسبوع الماضي، لكن حتى الآن لم يصدر أيُ تفسيرٍ علمي حكومي بشأن الظاهرة الطبيعية.