بلغت درجات الحرارة مستويات قياسية جديدة الاثنين، إذ يشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجة قيظ وحرائق غابات استدعت إجلاء 1200 طفل من مخيمات صيفية قرب العاصمة اليونانية أثينا، في حين توقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تشتد موجة الحرّ التي تؤثر على منطقة البحر المتوسط بحلول منتصف الأسبوع الجاري، حيث يشهد العالم درجات حرارة لم يعرف لها مثيلا من قبل.
ورجّحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني أن تستمر تلك الموجة حتى أغسطس/آب القادم في بعض المناطق، مثل اليونان وتركيا.
وقالت المنظمة إن مطلع يوليو/تموز الجاري كان الأسبوع الأشد حرارة على الإطلاق في كوكب الأرض، مشيرة إلى أن يونيو/حزيران الماضي كان أعلى حرارة منه في أي عام آخر، أما السبب فهو “الاحتباس الحراري”.
وتضرب موجة حرّ كبيرة نصف الكرة الأرضية الشمالي، من الولايات المتحدة إلى دول في شمال أفريقيا، وصولا إلى دول أوروبية، وتستمر نحو اليابان والصين.
ولم يسبق للسكان في بعض هذه الدول أن شهدوا درجات حرارة كهذه، ولا سيما في مناطق تُعرف بأنها ملجأ سياحي خلال فترة الصيف لاعتدال مناخها.
وتستمر درجات الحرارة في الارتفاع، مما يجبر السلطات على اتخاذ تدابير صارمة للتعامل مع موجات الحرّ والحرائق الجديدة.
ففي الولايات المتحدة، ضربت موجة حرّ شديدة غربي وجنوبي البلاد، وينهمك رجال الإطفاء في كاليفورنيا في مكافحة حرائق مستعرة أدت إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان.
وفي “وادي الموت” الممتد بين ولايتي كاليفورنيا ونيفادا، بلغت الحرارة 56 درجة مئوية وفق ما ظهر على لوحة رصد الحرارة في مدخل الوادي، وسط تحذيرات من مستويات “خطيرة” لدرجات الحرارة في الولايات المتحدة.
كما تواجه إسبانيا اليوم الاثنين موجة جديدة من الحرّ الشديد، تؤثر على 30 مقاطعة تقع في 12 من الأقاليم الإسبانية الـ17.
وأعلنت سلطات الأقاليم المتأثرة بهذه الموجة حالة الطوارئ في مواجهة تداعياتها المحتملة. وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية أن تكون مقاطعتا قرطبة وجيّان بإقليم الأندلس في الجنوب الإسباني أكثر المناطق تضررا بهذه الموجة.
ووفقا للإخطار الصادر عن هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية، فإن موجة الحر ستستمر حتى الأربعاء المقبل على الأقل.
تحذير
وفي إيطاليا، نبّهت السلطات المواطنين إلى ضرورة الاستعداد لأشدّ موجة حرّ في الصيف، وأيضا واحدة من أشد موجات الحر على الإطلاق على مستوى البلاد.
أما إيطاليا، فقد أصدرت إشعار تنبيه أحمر يضع 16 مدينة في حالة تأهب، بما فيها روما وبولونيا وفلورنسا.
ومن المتوقع أن تسجل روما ما يتراوح بين 42 و43 درجة مئوية غدا الثلاثاء، لتحطم درجة الحرارة القياسية التي سُجّلت في أغسطس/آب 2007 وبلغت 40.5 درجة مئوية.
وفي تركيا، أجلت السلطات التركية سكان قرية كِمِل في جناكالة، خشية انتشار نيران حرائق الغابات المجاورة للقرية بسبب الرياح.
وتواصل السلطات المختصة محاولات إخماد النيران في غابات بيلين ومنطقة أرموتشولوك بمحافظة هاتاي باستخدام مروحيات وطائرات خاصة بعمليات إخماد الحرائق، وكانت الشرطة أوقفت شخصين تسببا في انتشار النيران وتضرر 7 منازل بعد حرقهما أعشابا يابسة في حديقة منزلهما.
وفي أفريقيا، تشهد تونس منذ بداية الشهر الجاري موجة حرّ شديد، وتراوحت درجة الحرارة القصوى بين 38 و47 درجة مئوية.
ودعا المعهد الوطني للرصد الجوي في تونس الناس لاتخاذ الاحتياطات اللازمة تجنبا لتأثير حرارة الشمس. وقد تسبب الحرّ الشديد في ازدياد استخدام المواطنين للماء والمكيفات ووسائل التبريد والتهوية، مما أدى إلى ارتفاع استهلاك الغاز والكهرباء لمستويات قياسية، وفقا لشركة الكهرباء والغاز التونسية.
وفي القارة الآسيوية، أصدرت السلطات اليابانية تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها من التعرّض لضربة شمس في 32 مقاطعة من مقاطعات البلاد الـ47، بعدما سُجّلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها.
وتلقّى 60 شخصًا على الأقلّ علاجًا من ضربة الشمس في اليابان، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، منهم 51 نُقلوا إلى مستشفيات في طوكيو. وتوقعت الأرصاد الجوية اليابانية تجاوز درجة الحرارة القياسية البالغة 41 درجة مئوية، والتي سُجّلت في مدينة كوماغايا عام 2018.
وفي الشرق الأوسط تشهد العاصمة العراقية بغداد ومناطق أخرى من البلاد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، وسط توقعات بأن تسجل محافظة البصرة أعلى المعدلات.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية إن درجات الحرارة العظمى في محافظات العراق اليوم تتراوح بين 46 و48 درجة مئوية، وتصل ذروتها في محافظة البصرة إلى 50 درجة مئوية.
ووجهت مديرية الدفاع المدني مجموعة من النصائح والإرشادات للمواطنين، للحيلولة دون وقوع حرائق وإصابات بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسبوع الجاري.