قالت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن السلطات شرق ليبيا رفضت دخول فريق تابع للمنظمة كان في طريق إلى درنة للمساعدة في مواجهة آثار انهيار السدين والفيضانات.
في الوقت ذاته شهدت درنة انقطاع شبكتي الهواتف النقالة والإنترنت منذ صباح اليوم، بعد مظاهرات شهدتها المدينة أمس طالبت بمحاسبة السلطات شرق البلاد التي يحملونها مسؤولية تداعيات الكارثة.
وأرجعت شركة الاتصالات انقطاع الإنترنت والهاتف لقطع كوابل الألياف البصرية. وكانت خدمة الاتصالات قد عادت إلى درنة في أقل من 24 ساعة من وقع الفيضانات حيث حرصت السلطات على توفير الخدمة لمساعدة المنكوبين. وقالت الشركة في بيان إن انقطاع الكوابل “قد تكون نتيجة أعمال تخريب متعمدة”.
محاسبة الفاسدين
وكان المتظاهرون أمس قد هتفوا “الشعب يريد إسقاط البرلمان، لا إله إلا الله عقيلة (صالح) عدو الله، اللي يسرق واللي خان يشنق في الميدان”.
وفي بيان باسم “سكان درنة” تُلي خلال المظاهرة، دعا المحتجون النائب العام للإسراع بنتائج التحقيق في الكارثة التي حلت بمدينة درنة “واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية كافة ضد كل من له يد في إهمال أو سرقات أدت إلى هذه الكارثة دون التستر على أي مجرم”.
كما أحرق عدد من المتظاهرين منزل رئيس البلدية عبد المنعم الغيثي، مرددين أحد شعارات الثورة الليبية “دم الشهداء ما يمشيش هباء”.
وبعد المظاهرة أعلن رئيس الحكومة المعينة من البرلمان حل المجلس البلدي في درنة وأمر بفتح تحقيق بشأنه، وفق ما أفاد تلفزيون “المسار” الليبي.
مخاوف من القمع
ومما أثار الربية لدى أهالي درنة وعموم الشعب الليبي أن السلطات شرق البلاد والتي يسيطر عليها اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد طالبت الصحفيين الموجودين في درنة بمغادرة المدينة.
وأشار وزير الطيران المدني بالحكومة المكلفة من البرلمان إلى أن العدد الكبير للصحفيين يربك ويعرقل عمل فرق الإغاثة.
وشهدت شبكات التواصل الاجتماعي موجة من الغضب تجاه حفتر وأبنائه، إضافة لعقيلة صالح رئيس مجلس النواب المتحالف مع حفتر.
وقد ظهر عقيلة في فيديو يدعو الليبيين إلى عدم تحميل السلطات مسؤولية ما حدث في درنة، مشيرا إلى أن ما حدث قضاء وقدر وعلى الشعب تقبل ذلك.
وعبر منصة إكس، قال عماد الدين بديع المتخصص بالشأن الليبي في المجلس الأطلسي للبحوث بالولايات المتحدة “تمّ فرض تعتيم إعلامي على درنة الآن، الاتصالات مقطوعة منذ الفجر، لا تخطئوا، هذا ليس مرتبطا بالصحة أو السلامة، لكن لمعاقبة الدراونة على التظاهر”.
كما تحدث طارق المجيرسي الخبير بالشؤون المغاربية لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية عن “أنباء مقلقة للغاية من درنة التي لا تزال تحت صدمة الفيضانات المروعة. بات السكان مذعورين من قمع عسكري وشيك يعتبر بمثابة عقاب جماعي على المظاهرة والمطالب التي رفعوها بالأمس”.
يذكر أن قوات حفتر قد سيطرت عام 2018 على درنة التي كان بها العديد من المقاتلين ضد قوات القذافي أثناء الثورة، وكانت المدينة الوحيدة خارج سيطرتها شرق البلاد، لكن سلطات الشرق تعتبر درنة معقلا معارضا منذ حقبة القذافي.
رحلات جوية
في سياق ذي صلة، وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، اليوم، بتسيير رحلات جوية مجانية لكل من يرغب في العودة لمدينة طرابلس من فرق الإنقاذ والطوارئ والمتطوعين العاملين بالمناطق المنكوبة.
ووفقا لوزير الدولة لشؤون رئيس الحكومة ومجلس الوزراء، فإن تعليمات الدبيبة تقضي أيضا بتنسيق ذهاب كل الفرق الفنية والمتطوعين إلى المناطق المنكوبة.
جهود الإنقاذ
وتتواصل جهود أجهزة الإسعاف الليبية بمساندة فِرق أجنبية للبحث عن المفقودين وجثث ضحايا السيول في مدينة درنة.
وقال الهلال الأحمر الليبي إن فرق الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة في انتشال جثث الضحايا من البحر.
وقد أعلنت حكومة الوحدة الوطنية تضرر نحو 70% من البنية التحتية في المناطق المنكوبة.