تجددت الدعوات الدولية والعربية الإسلامية لتمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي دخلت اليوم الاثنين يومها الرابع والأخير.
وفي تصريحات في “قمة الاتحاد من أجل المتوسط” في برشلونة، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن تمديد الهدنة أصبح في متناول اليد وسيسمح للمجتمع الدولي بالعمل على حل سياسي للصراع.
وأضاف بوريل أن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى استعادة السيطرة على قطاع غزة من حماس وتقديم بديل لها “أفضل وأكثر قابلية للحياة”.
واعتبر أن السلام بين إسرائيل وفلسطين أصبح “ضرورة إستراتيجية” للمجتمع الأورومتوسطي برمته وخارجه، وأضاف “إذا حدث فراغ سلطة في غزة، فستكون هناك تغيرات ديمغرافية، وأوروبا أولى ضحاياها”.
دعوات عربية إسلامية
وفي المنتدى ذاته، بحثت لجنة وزارية عربية إسلامية سبل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتمديد الهدنة فيها.
جاء ذلك وفق بيانين لوزارتي الخارجية السعودية والمصرية، عضوي اللجنة التي تشكلت بقرار من القمة العربية الإسلامية في الرياض في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وضمت اللجنة وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، ونظراءه السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والمصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، والفلسطيني رياض المالكي، فضلا عن أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وفق المصدرين.
وشدد أعضاء اللجنة الوزارية على “أهمية اتخاذ المجتمع الدولي كافة الإجراءات الفاعلة لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على الانتهاكات المتواصلة”.
وأكد الوزراء على “الرفض الكامل للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف التهجير القسري للشعب الفلسطيني سواء داخل غزة أو خارجها لتصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض واقع جديد يستحيل معه العيش في القطاع، فضلا عن رفضهم التام لأي محاولات لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية”.
وقف شامل للحرب
وفي كلمته بالمنتدى، قال وزير خارجية السعودية، في كلمة بالمنتدى، إن “وقف إطلاق النار المؤقت في غزة لن يحقق قيمة ما لم يتبعه وقف شامل ودائم للعمليات العسكرية”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بالإسبانية “لا يوجد حل آخر سوى وقف الحرب والتوصل إلى وقف لإطلاق النار والعمل على تمديده ليصبح دائما”، مؤكدا أنه “يجب أن نتوقف عن إحصاء الجثث”.
وأضاف “لدينا فرصة اليوم” و”كلنا نعمل من أجل تمديد هذه الهدنة ليوم أو يومين أو 3. لا نعلم، لكن الأهم هو تمديدها من أجل إنقاذ حياة الأبرياء”.
وتغيب إسرائيل عن هذا الاجتماع السنوي لوزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط، وهو منتدى يضم الدول الأوروبية والدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والذي تتركز أعماله على الحرب في غزة.
موقف الناتو
وفي بروكسيل، دعا ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.
وجاء تصريح ستولتنبرغ عشية انطلاق اجتماع وزراء خارجية دول الحلف في مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسل في 28 و29 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وقال “أدعو إلى تمديد الهدنة، وهذا سيضمن وصول المساعدات التي يحتاجها الناس في غزة بشدة وإطلاق سراح مزيد من الرهائن”. وشدد على أن هناك حاجة إلى حل سياسي دائم لأزمة المنطقة.
وتنتهي الهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ يوم الجمعة الماضي في قطاع غزة، غدا الثلاثاء عند الساعة السابعة صباحا (05.00 بتوقيت غرينتش)، وينص اتفاق الهدنة على دخول مساعدات إنسانية إلى غزة من مصر، فضلا عن إطلاق سراح 50 محتجزا لدى حماس في مقابل 150 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال. وقد أعلنت الخارجية القطرية مساء اليوم التوصل لاتفاق لتمديد الهدنة يومين إضافيين.
كذلك، ينص أحد بنود الاتفاق على إمكان تمديده للإفراج عن حوالي 10 محتجزين يوميا لدى حماس، في مقابل إطلاق سراح نحو 30 أسيرا فلسطينيا.