حظيت دعوة للهجرة الجماعية تجاه مدينة جيب سبتة الإسبانية بانتشار واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، فيما تعاملت السلطات المغربية والإسبانية معها بجدية وحزم.
وظهرت العديد من مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب لشباب يدعون إلى هجرة جماعية من الفنيدق في شمال المغرب إلى مدينة سبتة.
وتتزايد الدعوة للهجرة غير النظامية في الفترة الأخيرة بين الشباب المغربي إلى الجوار الإسباني سباحة بين ساحلي المتوسط، وذلك لأن الضباب الكثيف يغطي هذه المنطقة، مما يعتبر عاملا مساعدا لهذه الهجرة.
وحسب الدعوة، فإن الانطلاق يكون من مدينة الفنيدق شمال المغرب، والتي تبعد 5 كلم سباحة عن مدينة سبتة، ويعبر المهاجرون السياج الحدودي بين المدينتين.
ولاقت هذه المقاطع إقبالا لدى فئة من الشباب الذين ركبوا المغامرة وقرروا تقاسم تدوينة الهجرة السرية في 15 سبتمبر/أيلول الحالي، والذي يوافق اليوم الأحد.
بدورها تعاملت الشرطة المغربية مع هذه الدعوات بجدية تامة وأرسلت تعزيزات أمنية ومعدات متطورة إلى الشريط الساحلي الممتد بين مدينة الفنيدق ومدينة سبتة للتصدي لتلك المحاولات، كما فرضت رقابة على جميع سيارات الأجرة المتجهة نحو مدينة الفنيدق.
وتوجهت الشرطة كذلك إلى المنصات الرقمية، واعتقلت 60 مواطنًا مغربيًا في 10 مدن مختلفة بتهمة التحريض عبر الإنترنت وفبركة ونشر الأخبار الزائفة.
في الأثناء شهدت مدينة سبتة زيادة في وجود الحرس المدني الإسباني وسط حالة من الترقب الحذر في المدينة.
تفاعل المغاربة
ورصد برنامج شبكات (2024/9/15) جانبا من تفاعل مغاربة مع الأمر، ومن ذلك ما كبته لحسين دي مسعود “لو كانو كيتحركو باش (لو تحركوا حتى) يحلو المشاكل بهاد السرعة اللي تحركو بها باش يمنعو الشباب يديرو هادشي كون راه وصلنا لواحد المرتبة مزيانة (كنا وصلنا لمرتبة حسنة) ولكن مع الأسف”.
وطرح الحاجي إلياس في تغريدة تساؤلات حول الدوافع وراء دعوات الشباب للهجرة الجماعية وكتب “ما الذي يدفع هؤلاء الشباب إلى المجازفة بحياتهم ومستقبلهم؟ هل هي الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المغرب؟ أم أن هناك عوامل أخرى سياسية أو اجتماعية تدفعهم إلى اتخاذ هذا القرار”.
أما سيد البوفراحي، فغرد “حتى لو افترضنا تمكنوا إلى الذهاب إلى الضفة الأخرى سباحة أو سيرا.. هل سيجدون من سيستقبلهم بالاحضان هناك؟ البقاء للأقوى إذا كان الوافد ابن دارهم سيعاني القوي يأكل الضعيف سبتة ومن لا يعرفها مدينة صغيرة”.
وكتب ابن العزيز “سلوكات ناتجة عن دعوات مشبوهة مغرضة تغرر بالقاصرين وتنشر معطيات خادعة لتعريض سلامتهم للأذية.. يجب على المنابر الإعلامية التوجيه والتنبيه حفاظا على سلامة الجميع”.
بينما كتبت فاتي فاطيمو “دوما ما نقولها الضغط يولد الانفجار، شباب حامل للشهادات بين شبح البطالة وغلاء الاسعار وتدني الخدمات العمومية من صحة و تعليم..، رغم أن البلاد تنعم بثروات هائلة”.
وتجرم المحاكم المغربية فعل التحريض بالسجن النافذ وتعاقب كل شخص غادر التراب المغربي بصفة سرية بالحبس من شهر إلى 6 أشهر، كما يجرم القانون الإسباني هجرة القاصرين كما البالغين بطريقة غير قانونية، ويعاقب المهرب أو المحرض ومن كان معهما خلال ارتكاب هذا الفعل بين 4 و8 سنوات.