17/7/2025–|آخر تحديث: 20:28 (توقيت مكة)
قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن ما وصفتها بمجموعات خارجة عن القانون ارتكبت اليوم الخميس مجازر بحق مدنيين وأبناء عشائر في أحياء بمدينة السويداء وريفها (جنوبي سوريا) وذلك بعد ساعات من انسحاب قوات الجيش والأمن بموجب اتفاق بين الحكومة ووجهاء من الطائفة الدرزية.
وأضافت “سانا” أنه بعد تطبيق بنود الاتفاق في السويداء الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية مساء أمس وتكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل (الدروز) بمسؤولية حفظ الأمن بالمحافظة، قامت مجموعات خارجة عن القانون بالاعتداء على حي المقوس شرقي المدينة، وارتكاب مجازر وانتهاكات بحق المدنيين.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن تلك المجموعات هاجمت الحي وارتكبت مجازر بحق النساء والأطفال، ونفذت تصفيات ميدانية وانتهاكات بحق أبناء المنطقة من العشائر والبدو.
ووفقا للمصادر نفسها، فقد أسفرت هذه الاعتداءات عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين.
وأكدت أن منازل وأحياء في المدينة وقرى ريف السويداء الغربي، تعود لعشائر البدو، تعرضت للحرق من قبل تلك الفصائل المحلية.
كما قالت مصادر محلية للجزيرة إن مسلحين يحتجزون أكثر من ألف مدني من البدو في بلدة شهبا بالسويداء بعد انسحاب قوات الحكومة، مشيرة إلى نزوح أكثر من 500 عائلة من البدو بعد حرق منازلها في السويداء من مجموعات مسلحة.
وكالة الأنباء السورية “سانا” تتحدث عن حركة نزوح وتهجير قسري لعشائر البدو في ريف السويداء، بعد ارتكاب مجازر وانتهاكات بحقهم من طرف مجموعات خارجة عن القانون، حسب الوكالة#الجزيرة_سوريا pic.twitter.com/GBarlHNH9o
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 17, 2025
ونقلت “سانا” عن المصادر المحلية أنه تم تسجيل حركة نزوح وتهجير قسري لعشائر البدو في ريف السويداء، وسط تهديدات من قبل ما سمتها مجموعات خارجة عن القانون باستهدافهم.
من جهته، قال مراسل الجزيرة إن أفرادا من عشائر البدو يشتبكون مع مسلحين دروز بريف السويداء الغربي.
وكانت الاضطرابات بدأت قبل أيام بعمليات انتقامية متبادلة بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى من عشائر عربية بدوية، ولاحقا تدخلت قوات الجيش والأمن “لفض الاشتباكات”، لكنها دخلت في مواجهة مع المجموعات الدرزية المناوئة للحكومة، كما تعرضت لضربات جوية إسرائيلية كثيفة.
ما أهم بنود الاتفاق الذي أعلنته الداخلية السورية لوقف إطلاق النار في #السويداء؟#الجزيرة_سوريا #الأخبار pic.twitter.com/F32WqLcdlI
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 16, 2025
انسحاب الجيش والأمن
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية للجزيرة إن فصائل محلية درزية انتشرت في المواقع التي انسحبت منها قوات الجيش وقوى الأمن الداخلي في السويداء.
وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي انسحبت من جميع المناطق التي دخلتها خلال الأيام الماضية في محافظة السويداء.
وأوضح أن هذا الانسحاب جاء بناء على الاتفاق الذي جرى بين الحكومة ومشايخ عقل في الطائفة الدرزية، والذي يقضي -حسب نص بيان وزارة الداخلية- بوقف فوري وشامل لجميع العمليات العسكرية، ونشر حواجزِ الأمن الداخلي والشرطة التابعة للدولة، بمشاركة منتسبي الشرطة من أبناء السويداء، بهدف تعزيز الأمن وحماية المواطنين.
وجاء الإعلان عن الاتفاق إثر اتصالات دبلوماسية شملت الولايات المتحدة وتركيا ودولا عربية، وذلك بعد الغارات الإسرائيلية العنيفة على دمشق وعلى القوات السورية في السويداء.
وفي خطاب ألقاه فجر اليوم، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إنه تم تكليف بعض الفصائل المحلية في السويداء ومشايخ العقل بحفظ الأمن في المحافظة لتجنيب سوريا حربا جديدة.
‼️🚨⚡️كلمه لشيخ طائفة الدروز حكمت الهجري pic.twitter.com/uw484xNwon
— موسكو | 🇷🇺 MOSCOW NEWS (@M0SC0W0) July 17, 2025
تصريحات الهجري
من جهته، قال حكمت الهجري (أحد شيوخ عقل الدروز) اليوم إنهم ملتزمون بروح التسامح رغم ما وصفها بالاعتداءات المؤلمة التي طالت أبناء الطائفة الدرزية في السويداء.
وأضاف الهجري -في كلمة مصورة- أن من يقوم بأعمال التخريب أو التحريض لا يمثل إلا نفسه، مؤكدا رفضه أن تنسب أعمال التخريب والتحريض إلى أي طائفة أو منطقة.
كما نفى أن يكون ومؤيدوه طائفيين أو دعاة فتنة أو فرقة.
وفي بيان سابق، وصف الهجري مدينة السويداء بأنها بلد منكوب، وطالب بفتح طريق باتجاه مناطق سيطرة قوات “قسد” (سوريا الديمقراطية) شمال شرق البلاد.
كما طلب من ملك الأردن عبد الله الثاني فتح معبر حدودي بين السويداء والمملكة، وقال إن هذه الخطوة لها أهمية إنسانية في هذه اللحظات الحرجة.
وعبر هذا البيان عن الأمل في اتخاذ ما سماه “خطوات عاجلة تسهّل التواصل وتخفف من معاناة المواطنين”.
وكان الهجري طالب -في ذروة الاشتباكات في السويداء- بتدخل دولي لحماية الدروز.
في المقابل، أكد عدد من شيوخ الطائفة الدرزية في سوريا وقوفهم إلى جانب الدولة السورية ورفضهم الدعوات إلى التدخل الأجنبي.