قالت وزارة الصحة في غزة إن ضابطا إسرائيليا اتصل هاتفيا مع مدير الصحة في القطاع الدكتور منير البرش قبل دقائق من اقتحام قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي فجر اليوم الأربعاء.
ووفق تسجيل للمكالمة، حاول البرش أن يشرح للمتصل تفاصيل عن أقسام المستشفى وأن كل شبر فيه يوجد فيه مرضى ومدنيون نازحون، محذرا من أن اقتحام جيش الاحتلال سيثير الرعب لدى المرضى الذين بالكاد يحصلون على الحد الأدنى من الرعاية الطبية نتيجة الحصار الإسرائيلي.
وأبلغ مدير الصحة الضابط الإسرائيلي أنه في حال اقتحام قوات الاحتلال ستجد حفرة كبيرة في ساحة المستشفى تم حفرها لدفن 80 جثة استشهد أصحابها نتيجة القصف الإسرائيلي على المستشفى أو لمرضى وأطفال توفوا نتيجة الحصار المفروض عليه، في حين هناك نحو 100 جثة أخرى لا تزال تنتظر دورها للدفن.
وبعد مجادلة استمرت لدقائق ومحاولة إقناع المتصل الإسرائيلي بأن المستشفى مؤسسة طبية لا يجوز اقتحامها سأل الضابط مدير الصحة عن مكان وجوده داخل المستشفى وهدده بالقول “دير بالك على حالك”، ليرد الأخير بأنه موجود بين المرضى ولا يأبه للتهديدات وجاهز لأي شيء.
وشدد المتحدث للضابط الإسرائيلي على أن ما يهمه عدم المساس بالمرضى والنازحين المدنيين الذين يفترشون كل أرجاء المستشفى وحتى غرف العمليات بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منازلهم مع استمرار العدوان على القطاع.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء مجمع الشفاء الطبي في غزة، والذي يضم آلاف المرضى والطواقم الطبية والمدنيين النازحين جراء العدوان المستمر على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويعد مجمع الشفاء أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، وقد أُسس المجمع عام 1946 وتطور مع الوقت، فأصبح أكبر مجمع طبي يضم 3 مستشفيات متخصصة ويعمل فيه 25% من العاملين في القطاع الصحي بقطاع غزة كله، ويستقبل حاليا آلاف المرضى والنازحين الذين لجؤوا إليه للاحتماء فيه.