رحلت العاصفة “دانيال” عن مدن الساحل الشرقي الليبي مخلفة وراءها ضحايا بالآلاف ودمارا هائلا في البنية التحتية، ليصبح الشاغل الأكبر للجهات المختصة، التعامل مع معضلة الجثث ورائحة الموت التي تفوح في مكان.
وبث برنامج شبكات في حلقته بتاريخ ( 13/ 9 /2023) مقاطع مرئية مؤلمة تظهر انتشار الجثث على الشواطئ الليبية، بينما لم تعُد المستشفيات قادرة على استيعاب الجثامين، لتتناثر في الشوارع أو على أسطح المنازل بانتظار من يتعرف إليها.
ووسط هذا المشهد المأساوي، اضطرت السلطات المحلية للتعامل مع الوضع بدفن كثير من الجثث بمقابر جماعية، في وقت قال فيه نائب عميد بلدية درنة، إن 2200 جثة دُفنت حتى الآن في درنة، مع تقديرات بتجاوز عدد المفقودين حاجز الـ10 آلاف.
وكانت مدينة درنة المتضرر الأكبر من العاصفة المتوسطية، حيث اختفى ربعها جراء السيول والفيضانات، بينما تحدث المجلس البلدي في المدينة عن خروج الأوضاع عن السيطرة.
حزن وألم
وتأثرا بالنكبة التي تعرضت لها مدينة درنة الليبية، فقد خيّم الحزن والألم على منصات التواصل الاجتماعي الليبية والعربية، بسبب المشاهد القادمة من درنة والمناطق المتضررة وانتشار الجثث، ومن ذلك ما كتبه “الصحراوي” بضرورة تدخل دولي وإقليمي لمعاضدة جهود الإنقاذ والبحث عن الجثث.
واتفقت ريم مع الصحراوي ووصفت الجهود المحلية المبذولة باليسيرة، وقالت، إن الوضع كارثي ويحتاج فرق إنقاذ دولية لانتشال الجثث.
بدوره تطرق المنتصر إلى مسألة المساعدات، وشدد على ضرورة تنظيمها بالكامل لأجل إغاثة درنة، وتساءل بالوقت عينه عن أنه من المفترض وجود مكتب إعلام مسؤول يتابع أولا بأول، ويكشف الاحتياجات.
وكذلك انتقد ناصر تعامل السلطات مع الكارثة، وقال في تدوينة، “الله المستعان، معقوله هكي (هكذا) وين الدولة والمليارات وين الإغاثات والدعم والقوافل اللي ماشيات. ولا اعلام بس”، قبل أن يختتم كلامه بـ “حسبي الله ونعم الوكيل”.
من جانبها عرجت جيجي على مسألة توفر الخدمات ومن بينها المياه، التي قالت، إنها لم تعُد صالحة للشرب “لأن بدمار البنية التحتية سهل تتلوث المياه ويطال الدمار حتى مرافق الصرف الصحي..”.
يذكر أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، علّق على الأوضاع بالقول، إن “الكارثة في الشرق الليبي أكبر من قدرات ليبيا، وهو ما حتم طلب المساعدة الدولية”.
في سياق متصل، شدد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية -التي تتخذ من طرابلس مقرا لها-، على أن ليبيا بحاجة إلى مساعدات متخصصة تحتاجها الفرق المعنية بالتعامل مع الكوارث.
تجدر الإشارة إلى أن فرق الإنقاذ أحصت عدد القتلى بـ5300 شخص، بينما لم يعرف على وجه الدقة عدد المفقودين حتى الآن، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا.