2/6/2024–|آخر تحديث: 2/6/202410:29 م (بتوقيت مكة المكرمة)
اعترف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا بأنه تعرض للهزيمة بعد الانتخابات التي أنهت أغلبيته التي دامت 30 عاما لكنه تعهد بعدم استبدال الرئيس سيريل رامافوزا كشرط لتشكيل ائتلاف حاكم جديد.
وستؤكد النتائج الرسمية لانتخابات الأربعاء، المقرر إعلانها مساء الأحد، نهاية قبضة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على السلطة السياسية وتبدأ عقارب الساعة في سباق للتوصل إلى اتفاق مع واحد أو أكثر من أحزاب المعارضة.
وسيكون أمام الأحزاب السياسية بعد ذلك أسبوعين للتوصل إلى اتفاق قبل انعقاد البرلمان الجديد لاختيار رئيس من المرجح أن يخرج من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي كأكبر حزب.
وقلص الناخبون، الغاضبون من البطالة وعدم المساواة وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، دعمهم لحزب نيلسون مانديلا (المؤتمر الوطني الأفريقي) إلى 40%، مقارنة بـ 57.5% في التصويت البرلماني لعام 2019.
وقال فيكيلي مبالولا، الأمين العام للحزب، يوم الأحد خلال أول مؤتمر صحفي يعقده حزب المؤتمر الوطني الأفريقي منذ الانتخابات: “هل ارتكبنا أخطاء؟ نعم، لقد ارتكبنا. في الحكم وفي كل مكان آخر”، مضيفًا أن الحزب “ليس لديه ما يدعو للاحتفال”.
“منطقة محظورة”
وتعني النتائج الأولية أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لابد أن يتقاسم السلطة الآن، على الأرجح مع منافس سياسي رئيسي، من أجل الاحتفاظ بها ــ وهو احتمال غير مسبوق منذ نهاية نظام الفصل العنصري لحكم الأقلية البيضاء قبل 30 عامًا.
وقال مبالولا إن “حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ملتزم بتشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب وتكون مستقرة وقادرة على الحكم بفعالية”.
وأضاف أن المؤتمر الوطني الأفريقي سيجري مناقشات داخلية ومع الأحزاب الأخرى لتشكيل حكومة “تعكس إرادة الشعب وتكون قادرة على دفع البلاد إلى الأمام”.
وأدى الأداء الضعيف للحزب إلى إثارة التكهنات بأن أيام رامافوسا قد تكون معدودة، إما بسبب مطالب شريك محتمل في الائتلاف أو نتيجة لتحدي القيادة الداخلية.
وقال مبالولا إن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لن يرضخ لضغوط الأحزاب الأخرى التي تطالب رامافوسا، الذي كان في السابق كبير مفاوضي مانديلا لإنهاء الفصل العنصري، بالتنحي. وقال “هذه منطقة محظورة”.
بدوره، قال ماثيو باركس المتحدث باسم كوساتو، وهي أكبر مجموعة نقابية في جنوب أفريقيا وحليف رئيسي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، إن “الأمر الأساسي هو أن يقود التحالف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والرئيس رامافوزا”.
سيناريوهات
واكتمل فرز الأصوات في اقتراع 29 مايو/أيار بعد ظهر اليوم الأحد، حيث ظهرت النتائج من 99.9% من مراكز الاقتراع.
وقبل يوم الأربعاء، كان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي قد فاز في كل الانتخابات الوطنية بأغلبية ساحقة منذ عام 1994، لكن دعمه تضاءل على مدى العقد الماضي.
وحصل حزب المعارضة الرئيسي، التحالف الديمقراطي المؤيد لقطاع الأعمال بقيادة البيض، على 21.8% من الأصوات.
فيما تمكن حزب جديد بقيادة الرئيس السابق جاكوب زوما وسمي (إم.كيه) أي “رمح الأمة” على اسم الجناح المسلح السابق لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، من الحصول على 14.6%، مما أدى إلى معظم الضرر الذي لحق بحزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
وعلى الرغم من الأداء الأفضل من المتوقع، قال حزب “رمح الأمة” إنه يفكر في الطعن في النتائج أمام المحكمة.
وحصل حزب “المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” اليساري المتطرف، بقيادة زعيم الشباب السابق في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي جوليوس ماليما، على 9.5%.
وأثارت احتمالية تحالف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مع “المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية” أو “رمح الأمة” قلق مجتمع الأعمال في جنوب أفريقيا والمستثمرين الدوليين، الذين يفضلون تحالفًا يضم التحالف الديمقراطي.
ومن المقرر أن تجتمع قيادات كل من التحالف الديمقراطي وحزب “الحرية إنكاثا” الصغير بشكل منفصل يوم الأحد لمناقشة الخطوات التالية.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن التحالف الديمقراطي قد يكون منفتحًا للدخول في اتفاقية تعاون مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ودعمه في القرارات الرئيسية مقابل الحصول على مناصب عليا في البرلمان. ويمكن أن يكون حزب “الحرية إنكاثا” أيضًا جزءًا من مثل هذه الصفقة.
وقال مبالولا إن قيادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ستجتمع يوم الثلاثاء لإجراء مناقشات بشأن سبل المضي قدما.