قالت هيومن رايتس ووتش و”العيادة الدولية لحقوق الإنسان” التابعة لكلية الحقوق بجامعة هارفرد الأميركية إن قصف المدن والبلدات خلال النزاعات المسلحة له آثار وخيمة على الإرث الثقافي والمدنيين.
ودعت الجهتان الحقوقيتان إلى مناقشة تقليص هذا الضرر في الاجتماع الأول للدول الداعمة لـ”الإعلان السياسي بشأن حماية المدنيين من استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان” لعام 2022، المقرر انعقاده في أوسلو بالنرويج من 22 إلى 24 الشهر الجاري.
ويفصّل تقرير “تدمير الإرث الثقافي: آثار الأسلحة المتفجرة خلال النزاعات المسلحة وتدابير تعزيز الحماية”، الضررَ على المديَيْن القصير والطويل جراء استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان الذي يلحق بالإرث الثقافي، مثل المباني التاريخية، ودور العبادة، والمتاحف والأرشيف، والساحات العامة، ومراكز العروض الفنية.
وقالت بوني دوكرتي، وهي مستشارة أولى في قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش، ومحاضِرة في القانون في عيادة هارفرد: إن “على الحكومات أن تدرك أن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان يهدد الإرث الثقافي للخطر، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يقدّرون هذا الإرث”.
وتؤدي الأسلحة المتفجرة، مثل القنابل الجوية والقذائف المدفعية والصواريخ -عندما تُستخدم في المناطق المأهولة بالسكان- إلى مقتل وإصابة المدنيين، وتدمير الأعيان المدنية.
وتشير هيومن رايتس ووتش إلى أن لهذه الأسلحة آثارا غير مباشرة أو “ارتدادية” على المدى الطويل، تفاقم معاناة المدنيين، وأن هذه الأسلحة تمحو التاريخ عبر إلحاق الضرر بالإرث الثقافي، وتقوّض هوية المجتمع ووحدته.
ودرست هيومن رايتس ووتش و”العيادة الدولية لحقوق الإنسان” حالة الحرب الروسية الأوكرانية والأوضاع في غزة واليمن لإظهار خلاصاتهما بشأن أثر الأسلحة المتفجرة على الإرث الثقافي، ودلالات هذا الأثر بالنسبة للسكان المدنيين.
وكانت اليونسكو أعربت في 22 فبراير/شباط الماضي عن قلقها العميق بشأن تأثير الهجمات الإسرائيلية على التراث الثقافي في غزة.
وفي 30 ديسمبر/كانون الأول 2023، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن أكثر من 325 موقعا تاريخيا وثقافيا في المنطقة دمّرت بسبب الهجمات الإسرائيلية.
ومن بين المباني التاريخية المدمرة المسجد العمري في جباليا (شمال)، وكنيسة جباليا البيزنطية، ومسجد الشيخ شعبان، وجامع الظفر دمري في منطقة الشجاعية بمدينة غزة، ومقام الخضر في مدينة دير البلح، ومسجد خليل الرحمن في خان يونس (جنوب)، إلى جانب مركز مخطوطات.