25/12/2023–|آخر تحديث: 25/12/202311:32 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اختار عندما كان سفير بلاده في الأمم المتحدة من عام 1984 إلى عام 1988، شن حملة لتشويه سمعة المؤسسة بشكل منهجي وبمستوى غير مسبوق من العدوانية، وهو لا يزال مصمما على تحرير إسرائيل من قواعد القانون الدولي، باسم الضرورات الأمنية التي يصدرها هو وحده ويريد فرضها على جميع الأطراف.
ورأى البروفيسور الفرنسي جان بيير فيليو -في مدونته بالصحيفة- أنه من المفارقة أن تستمر إسرائيل التي أُنشئت بقرار من الأمم المتحدة، في تحدي سيادة هذه المؤسسة منذ تأسيسها عام 1948، مذكرا بأن تاريخ العلاقات بين الطرفين تخللته أزمات عديدة، تميز باستفزاز لا مثيل له.
وقد شارك في هذا الاستفزاز -حسب فيليو وهو خبير بشؤون الشرق الأوسط- جلعاد إردان، السفير الإسرائيلي الحالي لدى الأمم المتحدة في 30 أكتوبر/تشرين الأول في نيويورك، عندما عرض النجمة الصفراء التي وصم بها النازيون اليهود باعتبارها “رمزا للفخر” في مواجهة انتقادات الأمم المتحدة للحملة الإسرائيلية الحالية على غزة.
وكان هذا الاتهام الخفي بمعاداة السامية جزءا من تصعيد ضد الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش، الذي وصفه رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية إيلي كوهين بأنه “خطر على السلام العالمي” و”داعم لمنظمة حماس الإرهابية” وفق تعبيره، وذلك بالإضافة إلى قتل 134 موظفا أمميا محليا في القصف الإسرائيلي على غزة.
وذكر فيليو أن هذا النهج الإسرائيلي بدأ مبكرا منذ اندلاع الحرب بين اليهود والعرب، بعيد اعتماد الأمم المتحدة خطة تقسيم فلسطين عام 1947، وذلك باغتيال وسيط الأمم المتحدة آنذاك الكونت السويدي فولك برنادوت في سبتمبر/أيلول عام 1948 في القدس على يد مجموعة إسرائيلية متطرفة بعد أن حصل على هدنة واقترح تسوية للصراع، على أساس تدويل القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين.
دعم أميركي مستمر
وكانت صدمة هذا الاغتيال هائلة في الأمم المتحدة -حسب الكاتب- فاعتمدت جمعيتها العامة، قرار “حق العودة” للاجئين الفلسطينيين، كبديل للخيار بين العودة والتعويض، ولكن إسرائيل عارضت مبدأ “حق العودة” بشكل جذري، وساعدتها الولايات المتحدة بتحويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين التي استبعدت تنفيذ العودة للتركيز على “عمل” اللاجئين في البلد المضيف لهم.
وقد أصبح هذا الدعم الأميركي لإسرائيل في الأمم المتحدة أكثر حسما بعد حرب 1967، لتتحول واشنطن إلى وسيط حصري في الصراع العربي الإسرائيلي كما حدث في محادثات السلام المنفردة مع مصر والأردن، ويستبعد هذا السلام الأميركي الأمم المتحدة، وتستخدم واشنطن حق النقض بانتظام لصالح إسرائيل، في انحياز مستمر عطلت بموجبه كل مشروع قرار غير مواتٍ لإسرائيل.
وهكذا -يقول جان بيير فيليو- يستطيع نتنياهو الذي لم يغير عدوانيته تجاه الأمم المتحدة، الاعتماد المستمر على دعم الدبلوماسية الأميركية التي لم تسمح، خلال شهرين ونصف من التدمير والقتل، إلا بالتصويت على قرارين في مجلس الأمن، أحدهما بشأن “الهدن الإنسانية” والثاني بشأن إيصال مساعدات إنسانية “على نطاق واسع” إلى غزة، ولكن بدون أي إشارة لوقف إطلاق النار.