25/3/2024–|آخر تحديث: 25/3/202411:53 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده التوجه نحو شن عملية برية في رفح جنوبي قطاع غزة، رغم التحذيرات الأميركية ومطالبة جهات مختلفة بتجنب تنفيذ العملية التي قد تسفر عن خسائر بشرية ضخمة.
وقال نتنياهو “سندخل رفح ونحقق النصر الشامل”، وتعهد بالقضاء على يحيى السنوار رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
وأضاف -في كلمة له أمس الأحد أمام عدد من جنود الشرطة العسكرية بمناسبة الاحتفال بما يسمى عيد المساخر اليهودي- أنه “لا تمكن هزيمة الشر المطلق بتركه وحده في رفح”.
وفي أكثر من مناسبة، زعم نتنياهو أن رفح هي “المعقل الأخير” لحركة حماس في قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 سنة، وتشن عليه حربا مدمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وجاءت تصريحات نتنياهو رغم تحذيرات متزايدة أطلقتها الولايات المتحدة التي تقدم لإسرائيل أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي منذ بداية الحرب.
وقالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي “لا أستبعد أن تكون هناك عواقب أميركية على إسرائيل، في حال مضت في غزو رفح”.
وأضافت أن “الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل بكل الطرق أن أي عملية عسكرية كبرى في رفح ستكون أمرا خاطئا، مشيرة إلى أنها درست الخرائط وتبين لها أنه لا يوجد مكان يذهب إليه 1.5 مليون إنسان”.
ومنذ أسابيع، تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الاجتياح المحتمل لرفح، حيث يوجد نحو 1.4 مليون نازح أجبرهم الجيش الإسرائيلي على النزوح إلى المنطقة بزعم أنها آمنة.
كارثة إنسانية
وجاءت أحدث التحذيرات من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي تحدث خلال مؤتمر صحفي في مطار العريش المصري -أمس الأحد- عن توافق دولي واضح على أن أي هجوم بري على مدينة رفح سيتسبب في كارثة إنسانية.
بدوره، صعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجته تجاه نتنياهو، وأكد “معارضته الصارمة” لهجوم إسرائيلي على رفح، وحذر أن “النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب”.
وأبلغ ماكرون نتنياهو -خلال اتصال هاتفي- نيته تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى “وقف فوري ومستدام لإطلاق النار”، مشددا على ضرورة أن تفتح إسرائيل “من دون تأخير أو شروط جميع المعابر البرية القائمة مع قطاع غزة”.
في المقابل، رأت حركة حماس أن إصرار نتنياهو على اجتياح مدينة رفح يمثل “تحديا” لكل التحذيرات الدولية.
وأوضحت الحركة -في بيان عبر منصة تلغرام- أن “نتنياهو يواصل استخدام خطاب ديني لتحقيق غاياته السياسية عبر تصعيد حرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة، وتأكيد نتنياهو عزمه تنفيذ جريمته برفح تحد لكل المواقف الدولية، التي تحذر من أي عملية عسكرية بالمدينة”.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال، فضلا عن أزمة صحية وإنسانية غير مسبوقة.