في خطوة مفاجئة، قررت رواندا تعليق المساعدات التنموية التي كانت تتلقاها من بلجيكا، وذلك على خلفية اتهامات لها بدعم جمهورية الكونغو الديمقراطية في الأزمة المستمرة بين البلدين.
ويأتي القرار، الذي أثار ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والدبلوماسية، في وقت حساس تزداد فيه التوترات بين كيغالي وكينشاسا بشأن النزاع المستمر في منطقة الشرق الكونغولي.
وأعلن المسؤولون في رواندا أن القرار يأتي في إطار احتجاج على ما وصفوه بـ”الدعم المعلن” من بلجيكا لصالح الكونغو الديمقراطية في صراعها ضد الحركات المسلحة في شرق البلاد، وهو ما وصفه الرئيس بول كاغامي بأنه “تدخل في شؤون رواندا الداخلية”.
وتتهم الحكومة الرواندية السلطات البلجيكية بتقديم مساعدات مالية وعسكرية للجيش الكونغولي في وقت حساس، مما يزيد من تعقيد الوضع في منطقة غنية بالموارد الطبيعية وتشهد صراعات مستمرة منذ عقود.
تداعيات القرار
ويهدد هذا القرار بتقويض التعاون طويل الأمد بين رواندا وبلجيكا في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية، إذ تعتبر بروكسل من أكبر المانحين لبرامج التنمية في روندا، خاصة في القطاعات الصحية والتعليمية والبنية التحتية.
وحسب تقارير صحفية، فإن المساعدات التي كانت تقدمها بلجيكا قد أسهمت بشكل كبير في دعم جهود رواندا في مجالات إعادة الإعمار بعد الإبادة الجماعية عام 1994.
من جانبها، أعربت بلجيكا عن أسفها على هذا القرار، مشيرة إلى أن سياسة كيغالي تجاه الكونغو كانت “غير مبررة”.
كما أكدت أنها ستواصل العمل من أجل تعزيز العلاقات مع حكومة رواندا، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية يجب أن تبقى بعيدة عن السياسة.
يُذكر أن التوترات بين رواندا والكونغو الديمقراطية قد تصاعدت الأشهر الأخيرة، إذ تتهم رواندا الكونغو الديمقراطية بتوفير الدعم للمجموعات المسلحة التي تُمارس أنشطة معادية في شرق رواندا، بينما ترد كينشاسا بأن حكومة رواندا هي التي تدعم بعض الجماعات المتمردة في الإقليم.
وقد زادت هذه الاتهامات المتبادلة من حدة الأزمة الإنسانية في المنطقة التي يعيش فيها الملايين تحت تهديدات النزاع المستمر.
المصدر : الصحافة البلجيكية + الصحافة الفرنسية