8/7/2023–|آخر تحديث: 8/7/202308:29 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
قالت روسيا اليوم السبت إن قرار واشنطن تزويد كييف بذخائر عنقودية دليل على إخفاق الهجوم الأوكراني المستمر منذ أسابيع، في حين تصاعد القتال في شرق وجنوب أوكرانيا وسط استقرار لمعظم خطوط الجبهة.
فقد قالت الخارجية الروسية -في بيان- إن قرار الولايات المتحدة توريد ذخائر عنقودية لأوكرانيا يهدف إلى إطالة أمد الصراع في هذا البلد.
وأضافت الوزارة أن القرار دليل على إخفاق الهجوم الأوكراني المضاد الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة، وتابعت أن واشنطن تدرك أن وعود كييف باستخدام القنابل العنقودية بعناية وبمسؤولية لا قيمة لها، وفق البيان.
وكان مسؤولون روس بينهم ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي، اعتبروا قرار واشنطن تزويد كييف بالقنابل العنقودية لأول مرة منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط 2022 تطورا خطيرا وتصعيدا للصراع.
أما السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف فقال إن هذه الخطوة “بادرة يأس” من جانب واشنطن وتقرب البشرية من حرب عالمية جديدة، مضيفا أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية لن يؤثر على تحقيق أهداف ما وصفها بالعملية العسكرية الروسية الخاصة.
5 مبادئ
وفي كييف، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إنه تم إبلاغ الحلفاء بـ5 مبادئ رئيسية بخصوص الذخائر العنقودية ومنها عدمُ استخدامها في روسيا وفي مناطق مأهولة بالمدنيين.
وكانت واشنطن قالت أمس أثناء الإعلان عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار إن كييف قدمت ضمانات بشأن استخدام الذخائر العنقودية.
وبعد إعلان ألمانيا معارضتها هذه الخطوة، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن بلاده من بين الدول التي وقّعت اتفاقية دولية تحظر إنتاج أو استخدام الذخائر العنقودية وإنها لا تشجع على استخدامها، لكنه أكد أن لندن ستستمر في دعمها لكييف.
ووقّع أكثر من 120 دولة على معاهدة دولية تحظر تلك الذخائر التي عادة ما تنثر عددا كبيرا من القنابل الصغيرة على مساحة كبيرة، ويمكن أن تقتل أو تشوه مدنيين لا يعلمون عنها شيئا بعد شهور أو سنوات، ورفضت روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة التوقيع على المعاهدة.
لا تغييرات بخطوط الجبهة
ميدانيا، شهدت محاور القتال في مقاطعات دونيتسك ولوغانسك (شرق) وزاباروجيا (جنوب شرق) هجمات مكثفة وقصفا متبادلا بين القوات الأوكرانية والروسية، من دون أن يحرز أي من الطرفين تقدما واضحا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدت هجمات للقوات الأوكرانية في المقاطعات الثلاث ودمرت مستودعا لصواريخ هيمارس في دونيتسك ومخزنا للذخيرة في أفدييفكا.
وبالتزامن، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في زاباروجيا أن الجيش الأوكراني انسحب من مواقعه في غرب مدينة أريخوف.
من جهته، قال موقع ريدوفكا العسكري الروسي إن الجيش الروسي صد هجمات أوكرانية جديدة قرب بلدة كليشيفكا جنوب باخموت، وتحدث عن معارك عنيفة تدور في الجهتين الشمالية والجنوبية من المدينة الواقعة في دونيتسك، مؤكدا أن القوات الروسية ما زالت تحافظ على مواقعها من دون تغيير.
وأضاف الموقع أن القوات الأوكرانية شنت هجمات على مواقع روسية في بلدتي رابوتينو وجيريبيانكا من دون أن تحقق أي تقدم.
وفي دونيتسك أيضا، قتل 7 أشخاص وأصيب آخرون في قصف روسي على مدينة ليمان القريبة من باخموت، وفق السلطات الأوكرانية.
وكانت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني أكدت قبل ذلك أن قوات بلادها حققت تقدما جديدا في محور مدينة باخموت التي سيطرت عليها قوات مجموعة فاغنر الروسية في مايو/أيار الماضي بعد قتال استمر أشهرا طويلة.
وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس بأن الهجوم المضاد الذي تشنه قواته منذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي يسير ببطء، مطالبا الحلفاء بالمزيد من الأسلحة المتطورة وخاصة الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المقاتلة لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الروس.
500 يوم على الحرب
ومع دخول الصراع يومه الـ500، زار الرئيس الأوكراني جزيرة الأفعى الصغيرة في البحر الأسود التي تحدى المدافعون عنها سفينة حربية روسية في بداية الحرب الروسية على بلاده.
وزار زيلينسكي الجزيرة بعيد عودته من جولة خارجية شملت جمهورية التشيك وسلوفاكيا وتركيا، وقال إنها لن تتعرض مرة أخرى للغزو.
كما أعلن أنه يعود إلى أوكرانيا ويعيد معه عددا من قادة القوات التي قاتلت في مجمع “أزوفستال” الصناعي في مدينة ماريوبول والذين كانوا أسرى لدى الجيش الروسي.
وأظهرت الصور التي نشرتها الرئاسة الأوكرانية لقاء زيلينسكي بالقادة المقاتلين وصعودهم معه على متن الطائرة الرئاسية.
في المقابل، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ساحات التدريب التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الروسي.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لشويغو وهو يتابع تدريبات الجنود المتعاقدين في صفوف قوات المنطقة الجنوبية، على دبابات “تي-90”.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا -في بيان لها أمس الجمعة- إن أكثر من 9 آلاف مدني بينهم 500 طفل قتلوا منذ بدء الحرب الروسية، مع أن مسؤولين أممين صرّحوا في السابق أن العدد قد يكون فعليا أكبر بكثير.