اتهمت أوكرانيا اليوم الخميس روسيا بإطلاق صاروخ قادر على حمل رأس نوويّ على أراضيها، فيما قالت موسكو إن أنظمتها للدفاع الجوي أسقطت صاروخين من طراز “ستورم شادو” (ظل العاصفة) بريطانية الصنع، و6 صواريخ أميركية من طراز هيمارس، و67 طائرة مسيرة.
وقالت أوكرانيا إن روسيا أطلقت صاروخا عابرا للقارات على أراضيها، وهو أول استخدام لهذا السلاح الذي سيشكل حال تأكيده، على الرغم من عدم وجود رأس نوويّ، تصعيدا غير مسبوق للنزاع والتوترات بين روسيا والغرب.
ويتعلق هذا السلاح بترسانة الردع النوويّ. ولم تنف استخدامه روسيا التي تطلق منذ أيام خطابا وصف بالعدائي على نحو متزايد، ملوّحة بالأسلحة النووية بسبب استخدام أوكرانيا للصواريخ الأميركية لاستهداف الأراضي الروسية.
لا تعليق
وفي رده على طلب التعليق على اتهام أوكرانيا، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال إيجاز صحفي اليوم الخميس “ليس لدي ما أقوله حول ذلك”.
كما تلقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمرا عبر الهاتف بعدم التعليق على هذه القضية خلال مؤتمر صحفي بث على الهواء مباشرة.
وقطعت زاخاروفا إيجازها الذي كان يبث مباشرة للرد على اتصال هاتفي. وسُمع صوت محدثها يطلب منها “عدم التعليق” على الضربة بواسطة “صاروخ باليستي” على مصنع أقمار صناعية في وسط مدينة دنيبرو.
أوكرانيا تؤكد
من جهتها، قال سلاح الجو الأوكراني في بيان إن القوات الروسية استخدمت الصاروخ في هجوم في الصباح الباكر على مدينة دنيبرو (وسط) شمل أنواعا عدة من الصواريخ واستهدف منشآت حيوية.
وأوضح “أطلق صاروخ باليستي عابر للقارات من منطقة أستراخان في روسيا الاتحادية”.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن التقييم جار، لكن الصاروخ تتوفر فيه كل “خصائص” الصاروخ الباليستي العابر للقارات. واعتبر أن روسيا “جارة مجنونة” تستخدم أوكرانيا “ساحة تجارب” عسكرية، وفق تعبيره.
وهذه الصواريخ التي لم يسبق استخدامها قط وتختبرها روسيا بشكل منتظم على أراضيها، مصممة لحمل رؤوس حربية تقليدية ونووية على حد سواء ويمكنها ضرب أهداف تبعد آلاف الكيلومترات.
وأكد مصدر في الجيش الأوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها موسكو هذا السلاح منذ بدء الحرب عام 2022، مضيفا أنه “من الواضح” أن الصاروخ لم يكن يحمل شحنة نووية.
لكن مسؤولا أميركيا كبيرا قال في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية الخميس إن روسيا أطلقت “صاروخا باليستيا تجريبيا متوسط المدى” على أوكرانيا وليس صاروخا عابرا للقارات.
وقال المسؤول إن موسكو “تسعى الى ترهيب أوكرانيا والدول التي تدعمها عبر استخدام هذا السلاح أو إلى لفت الانتباه، لكن ذلك لا يبدل المعطيات في هذا النزاع”.
ويأتي الهجوم في وقت بلغت التوترات أعلى مستوياتها بين موسكو والغرب، مع اقتراب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل والتي ينظر إليها على أنها نقطة تحول.
ستورم شادو
على الطرف المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إن أنظمتها للدفاع الجوي أسقطت صاروخين من طراز ستورم شادو بريطانية الصنع، و6 صواريخ من طراز هيمارس، و67 طائرة مسيرة.
وجاء هذا الإعلان في التقرير اليومي للوزارة عن ما تسميه روسيا “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا. ولم يذكر متى أو أين حدث ذلك بالضبط أو ما الذي كانت تستهدفه الصواريخ.
وهذا ليس الإعلان الأول لموسكو عن إسقاط صواريخ ستورم شادو. وأعلنت روسيا في وقت سابق أنها أسقطت بعض الطائرات فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.
وفي وقت سابق من الأسبوع، استخدمت أوكرانيا صواريخ أتاكمز الأميركية التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، لأول مرة ضد منشأة عسكرية في منطقة بريانسك الروسية، بعد حصولها على إذن من واشنطن.
وزودت دول غربية عدة أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى لكنها لم تسمح باستخدامها على الأراضي الروسية خوفا من رد فعل موسكو. وعزّزت روسيا تحذيراتها النووية في الأيام الأخيرة.
وفي عقيدتها الجديدة، حول استخدام الأسلحة النووية التي أصبحت رسمية الثلاثاء، يمكن لروسيا الآن استخدامها عند وقوع هجوم “ضخم” من قبل دولة غير نووية ولكن مدعومة بقوة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة.
لكن الكرملين أكد الخميس أن روسيا ستبذل “أقصى الجهود” لتجنب صراع نووي، معربا عن أمله في أن تتخذ دول أخرى “هذا الموقف المسؤول”، وفق تعبيره.