أعلنت روسيا، اليوم السبت، أنها أحبطت هجوما أوكرانيًّا جديدا بصواريخ أتاكمز الأميركية بعيدة المدى، وقالت إن المناورات التي يجريها حلف شمال الأطلسي (ناتو) قرب حدودها تشير إلى أنه يسعى للصراع معها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها، إن دفاعاتها الجوية أسقطت الليلة الماضية 4 صواريخ أتاكمز أطلقتها القوات الأوكرانية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.
وكان مسؤولون روس قالوا الثلاثاء الماضي إن القوات الروسية أسقطت 6 صواريخ من نفس الطراز كانت تستهدف القرم.
وأتاكمز اختصار لعبارة “نظام الصواريخ التكتيكية للجيش”، وهي نوع من صواريخ أرض-أرض موجهة وبعيدة المدى وشديدة الدقة، ويصل مداها إلى 300 كيلومتر.
وقال مسؤول أميركي الشهر الماضي إن الجيش الأوكراني استخدم صواريخ أتاكمز التي يتجاوز مداها 300 كيلومتر لأول مرة ضد روسيا في 17 أبريل/نيسان الماضي، حيث استهدف شبه جزيرة القرم على بعد نحو 165 كيلومترا من الجبهة، ولكنه استخدم صواريخ أقل مدى من نفس الطراز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحسب المسؤول نفسه، فإن واشنطن شحنت سرا صواريخ طويلة المدى إلى أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية.
إصابات بخاركيف
وفي التطورات الميدانية أيضا، أصيب 4 أشخاص في قصف روسي بالطائرات المسيّرة والصواريخ استهدف الليلة الماضية مدينة خاركيف، وهي ثاني كبرى مدن أوكرانيا، بحسب السلطات المحلية.
وقال جهاز الطوارئ ومسؤولون محليون في المدينة الواقعة شمال شرقي أوكرانيا، إن القصف أسفر عن حرائق، وفي حين قال سلاح الجو الأوكراني إنه اعترض كل المسيّرات الروسية، أكد عمدة خاركيف أن مسيّرتين أصابتا المدينة.
كما أصيب شخصان جراء غارات روسية على منطقة دنيبروبيتروفسك شرقي أوكرانيا، بحسب السلطات المحلية.
وكثف الطرفان المتصارعان استخدام المسيّرات لقصف منشآت حيوية في البلدين، خاصة منها منشآت الطاقة، في حين أقرت كييف بتراجع قواتها على الجبهة الشرقية.
اتهامات للناتو
على صعيد آخر، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم إن التدريبات العسكرية التي يجريها الحلف الأطلسي على مدى 4 أشهر قرب حدود روسيا دليل على أن الحلف يستعد لصراع محتمل معها.
وأضافت زاخاروفا “تجري في الوقت الحالي أكبر مناورة لحلف شمال الأطلسي منذ الحرب الباردة بالقرب من حدود روسيا. ووفقا للسيناريو الخاص بهم، يتم التدريب على إجراءات التحالف ضد روسيا باستخدام جميع الأدوات، ومنها الأسلحة الهجينة والتقليدية”.
ونفت المتحدثة الروسية اتهام الحلف لبلادها قبل أيام بالتورط في هجمات إلكترونية على الدول الأعضاء فيه واعتبرت ذلك معلومات مضللة لصرف الانتباه عن أنشطة الناتو.
ووسط توتر متصاعد منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط 2022، بدأ الناتو في يناير/كانون الثاني الماضي مناورات “المدافع الصامد” بمشاركة 90 ألف جندي من جميع الدول الأعضاء الـ31 وكذلك السويد، التي انضمت حديثا للحلف، ومن المقرر أن تستمر المناورات حتى نهاية مايو/أيار الجاري.
ولدى إعلانه بدء المناورات، قال الحلف إن القوات ستتدرب على كيفية دعم القوات الأميركية للحلفاء الأوروبيين في الدول المتاخمة لروسيا وعلى الجانب الشرقي للحلف إذا اندلع صراع.