شنت روسيا الليلة الماضية هجمات انتقامية على مواقع أوكرانية بأسلحة بحرية وجوية عالية الدقة، في حين بدأت أوكرانيا استخدام القنابل العنقودية ضد القوات الروسية. وبينما يعقد مجلس الأمن اليوم الجمعة جلسة لبحث ملف تصدير الحبوب، قالت كييف إنها ستعدّ السفن المتجهة إلى روسيا عبر البحر الأسود أهدافا عسكرية انطلاقا من “مبدأ المعاملة بالمثل”.
وقد واصلت القوات المسلحة الروسية الليلة الماضية شن ضربات انتقامية بأسلحة بحرية وجوية عالية الدقة، على ورش لإنتاج القوارب المسيرة ومستودعات لتخزينها في مدينتي أوديسا وإيليتشيفسك وفي مقاطعة أوديسا.
وفي مدينة ميكولايف، تم تدمير مرافق البنية التحتية للوقود ومستودعات الذخيرة للقوات المسلحة الأوكرانية. وقالت القوات الروسية إن جميع الأهداف تحققت بنجاح.
وقتل 3 مدنيين على الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين في هذا القصف على أوديسا وميكولاييف، كما أعلنت السلطات المحلية التي بثت صورا تظهر مباني مشتعلة وواجهات مدمرة.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المنطقة الجنوبية تعرضت في الأيام الماضية لقصف بعشرات الصواريخ والمسيّرات الروسية.
وأضاف زيلينسكي في كلمة له أن قوات بلاده أسقطت بعضها لكنها لا تستطيع تغطية كل المجال الجوي للبلاد.
وفي تطور آخر، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن السلطات في شبه جزيرة القرم قولها إن جسر القرم أُغلق مؤقتا في وقت متأخر من مساء اليوم الخميس بسبب انطلاق إنذار من ضربة جوية، لكن حركة المرور استؤنفت بعد وقت قصير.
وتأتي هذه التطورات عقب تعرض الجسر، الاثنين الماضي، لهجوم بـمسيرتين أوكرانيتين بحريتين.
القنابل العنقودية
في غضون ذلك، قال مدير الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أمس الخميس، إن أوكرانيا تستخدم حاليا ضد روسيا القنابل العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة لها، مشيرا إلى أن استخدامها يساعد بالفعل الدفاع الأوكراني ضد روسيا. وقال كيربي إنهم “يستخدمونها بشكل ملائم، وفعال”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدد باستخدام قنابل عنقودية إذا بدأت أوكرانيا في استخدامها.
تنديد أممي
يأتي ذلك في وقت ندد فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة الهجمات الروسية على مدينة أوديسا وموانئ أوكرانية أخرى على البحر الأسود، مشيرا إلى أن تدمير البنى التحتية المدنية يمكن أن يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.
ونقل عنه المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك قوله إن تلك الهجمات يتجاوز تأثيرها أوكرانيا في ظل التأثير السلبي على الأسعار العالمية للقمح والذرة.
وفي نيويورك، أعلنت البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اليوم الجمعة جلسة مفتوحة لبحث وقف روسيا العمل باتفاق الحبوب.
أهداف عسكرية
من جانبها، قالت أوكرانيا إنها ستعامل السفن المتجهة إلى روسيا في البحر الأسود بالمثل، بعدما أعلنت موسكو في وقت سابق أن السفن المبحرة إلى الموانئ الأوكرانية ستعامَل على أنها حربية.
واتهمت كييف موسكو باستهداف البنية التحتية لموانئها بهدف منع أي إعادة تصدير للحبوب.
ويأتي الإعلان الأوكراني بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الروسية أن المياه الواقعة جنوب شرقي وجنوب غربي البحر الأسود تم إعلانها مؤقتا مناطقَ خطرة للملاحة، وأنه سيتم التعامل مع جميع السفن المبحرة إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود باعتبارها تحمل شحنات عسكرية.
الذخائر العنقودية
وفي موضوع آخر، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الخميس إن الذخائر العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا يجري نشرها في ساحة القتال.
وأضاف كيربي أن الأوكرانيين يستخدمون الذخائر العنقودية على نحو سليم وفعال، مشيرا إلى أنها أصبحت مؤثرة على التشكيلات الدفاعية الروسية.
وقبل أسبوع أكد الجيش الأوكراني تسلّمه ذخائر عنقودية من الولايات المتحدة، وقال إنها “ستغير من شكل المعركة”، في حين أعلنت موسكو أنها سترد باستخدام ذخائر عنقودية أكثر فاعلية.
وعادة ما تنثر هذه الذخائر -التي تمنع استخدامها أكثر من 120 دولة- عددا كبيرا من القنابل الصغيرة على مساحة كبيرة، ويمكن أن تقتل أو تشوّه مدنيين لا يعلمون عنها شيئا بعد شهور أو سنوات، ورفضت روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة التوقيع على المعاهدة.