كثّفت روسيا هجماتها على أوكرانيا ما أدى إلى وقوع ضحايا، وسط تواصل الاشتباكات على عدة جبهات، فيما جمع الرئيس الأميركي جو بايدن عددا من الحلفاء الرئيسيين لتنسيق المزيد من الدعم لكييف، إثر تحذيرات من انقطاع المساعدات الأميركية في غضون أشهر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، إن روسيا أسقطت 31 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على مناطق بيلغورود وبريانسك وكورسك المحاذية للحدود.
وقال حاكم منطقة بريانسك الروسية عبر تليغرام إن القوات الأوكرانية أطلقت ذخائر عنقودية على عدة قرى في المنطقة الواقعة جنوب روسيا.
وأضاف أن الهجمات لم تسفر عن سقوط قتلى أو مصابين، لكنها ألحقت أضرارا بعدد من المنازل.
اتهامات وضحايا
واتهم مسؤولون روس في بريانسك ومناطق أخرى محاذية لأوكرانيا مرارا القوات المسلحة الأوكرانية بتنفيذ عمليات قصف عشوائية.
وقالت الإدارة العسكرية لمقاطعة خيرسون إن القوات الروسية نفذت 100 هجوم وأطلقت نحو 700 قذيفة شملت الهاون والمدفعية والغراد والدبابات، والطائرات من دون طيار.
هجوم مضاد
من جانبه، أعلن الجيش الأوكراني، أن قواته حققت إنجازا جزئيا في الهجوم المضاد الذي يتواصل على محوري زاباروجيا وباخموت في إقليم دونباس جنوب شرق أوكرانيا.
وذكر المصدر ذاته أن قواته صدت هجمات روسية في بلدتي أندريفكا وكليشيفكا في باخموت، كما قال إنه حقق نجاحا في الجهة الغربية لبلدة برفيفي على محور زاباروجيا.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية مساء أمس الثلاثاء إنها أسقطت صاروخا أوكرانيا من طراز “نبتون” قبالة ساحل شبه جزيرة القرم وقال حاكم محلي عينته روسيا إن أضرارا لحقت بمساكن بسبب سقوط حطام طائرة مسيرة.
وكثفت أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية هجماتها على شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا وضمتها عام 2014.
زيارة تفقدية
وفي تطورات ميدانية أخرى، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الثلاثاء قوات بلاده في شمال شرق البلاد واجتمع مع القادة لمناقشة الوضع في ساحة المعركة في واحدة من أكثر الجبهات احتداما في الحرب مع روسيا.
ولم يحدد زيلينسكي الموقع الذي زاره بالضبط، لكنه قال إنه اجتمع بألوية تقاتل في قطاع كوبيانسك-ليمان في شمال شرق البلاد، حيث يقول الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تشن هجمات.
ودأب زيلينسكي على تفقد القوات منذ بداية الحرب الروسية على بلاده في فبراير/شباط 2022.
ومنذ أن بدأت كييف هجوما مضادا في الشرق والجنوب قبل 4 أشهر، حققت القوات الأوكرانية مكاسب تدريجية، لكن زيلينسكي رفض الانتقادات في الخارج بأن التقدم شابته إستراتيجية عسكرية سيئة.
حشد الدعم
وفي السياق، قال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أجرى الثلاثاء اتصالا هاتفيا مشتركا مع رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والمستشار الألماني أولاف شولتز بهدف تنسيق الدعم المستمر لأوكرانيا.
من جانبه، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بعد اتصال ببايدن وقادة الحلف الالتزام بدعم أوكرانيا “مهما استغرق الأمر”.
وحذر خبراء من أن القوات الأوكرانية ستواجه قريبا نقصا في الذخيرة والمعدات الرئيسية إذا نجح الجمهوريون في الكونغرس الأميركي في وقف المساعدات العسكرية الأميركية لكييف.
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الرئيس بايدن أكد التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا مهما تطلب الأمر، مشيرا إلى أن بايدن ناقش مع الحلفاء الجهود لمواصلة تزويدها بالذخيرة والأسلحة.
وأشار كيربي إلى أن “الزعماء ناقشوا توسيع جهود المانحين لدعم التعافي الاقتصادي في أوكرانيا”، معتبرا أن عدم توفير التمويل لأوكرانيا -حتى لفترة قصيرة- يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في ساحة المعركة.
وأكد كيربي أن لدى الولايات المتحدة ما يكفي من التمويل لدعم أوكرانيا حاليا “ولكننا بحاجة إلى تحرك الكونغرس لضمان عدم انقطاع الدعم”، مشددا “لا يمكننا تحت أي ظرف أن نسمح بانقطاع الدعم الأميركي لأوكرانيا”.
من جهتها، قالت صابرينا سنغ نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إن لدى البنتاغون ما يكفي من التمويل لتلبية احتياجات أوكرانيا القتالية لفترة وجيزة.
ودعت سنغ الكونغرس للعمل على ضمان استمرار تمويل الدعم لأوكرانيا لما فيه مصلحة الأمن القومي الأميركي وقيادتها للعالم الحر، وفق تعبيرها.