أعلنت روسيا وأوكرانيا أمس الأربعاء إجراء أول عملية تبادل رسمية لأسرى الحرب منذ عدة أشهر، ليطلق كل جانب أكثر من 200 أسير، في خضم تصاعد الضربات المتبادلة وبعد مفاوضات وصفها الجانبان بالمعقدة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها استعادت 248 عسكريا روسيّا من أوكرانيا، في حين أعلنت كييف أنها أعادت 230 أوكرانيًّا، هم 224 جنديا و6 مدنيين، وقالت إنها أكبر عملية تبادل موثقة حتى الآن.
وعلى الرغم من عدم إجراء أي محادثات عن كيفية إنهاء الحرب المستمرة منذ 22 شهرا، فإن كييف وموسكو قامتا بالعديد من عمليات تبادل الأسرى منذ الأشهر الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، لكن معدل عمليات التبادل انخفض في 2023، وكان آخرها في أوائل أغسطس/آب الماضي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه “حقا يوم عظيم لأوكرانيا”، وتعهد بالضغط لإجراء المزيد من عمليات التبادل التي يتم تسهيلها من خلال توسيع ما وصفه بأنه “صندوق تبادل” للجنود الروس الأسرى.
وينتمي الأسرى العائدون إلى أوكرانيا إلى مختلف أذرع قواتها المسلحة، وبينهم جنود شاركوا في دفاع استمر 3 أشهر تقريبا عن مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الساحلية، قبل أن تسيطر عليه القوات الروسية في مايو/أيار 2022.
وعلى الجانب الروسي، قال بيان لوزارة الدفاع إن الأسرى المفرج عنهم سيخضعون لفحوص طبية وعلاج، وشكرت المفوضة الروسية لحقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا الرئيس فلاديمير بوتين والجيش والمخابرات على جهودهم في التبادل.
وأكدت كييف وموسكو أن التبادل حدث بوساطة إماراتية.
وتأتي عملية التبادل في خضم تصاعد أعمال العنف بين روسيا وأوكرانيا في الأيام الأخيرة، مع ضربات من الجانبين خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وفي أغسطس/آب الماضي، قال مفوض حقوق الإنسان إن أوكرانيا تمكنت من استعادة نحو 2600 من مواطنيها الذين تم أسرهم منذ بدء الحرب الروسية.
يشار إلى أن قطر أعلنت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي نجاح وساطتها في لمّ شمل 6 أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم في أوكرانيا ضمن الدفعة الثانية، بهدف لم شمل الأسر المشتتة جراء الأزمة الروسية الأوكرانية، بعد الدفعة الأولى التي تم فيها إعادة 4 قاصرين أوكرانيين يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.