قالت وكالة رويترز للأنباء إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتجه للفوز بانتخابات رئاسية بدأت الأحد وتجري في أجواء فاترة بغياب منافسة حقيقية.
وواصل المصريون الثلاثاء الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي دعي إليها 67 مليون مواطن، لكن الوكالة البريطانية تقول في تقرير بثته اليوم إن العديد من المصريين لم يبدوا اهتماما يذكر أو معرفة بالانتخابات رغم جهود السلطات والمعلقين في وسائل الإعلام المحلية الخاضعة لرقابة مشددة لحث المواطنين على التصويت انطلاقا من واجبهم الوطني.
ونقلت الوكالة عن سائق أجرة يدعى حسام ويبلغ من العمر 27 عاما، قوله “أنا قرفان من البلد دي.. لما يكون في انتخابات حقيقية هأبقى أروح أنتخب”، مشيرا إلى تدهور ظروفه المعيشية في ظل حكم السيسي المستمر منذ 10 سنوات.
في المقابل، نقلت رويترز مشهدا من العاصمة الإدارية الجديدة التي يجري إنشاؤها شرق القاهرة، حيث تنطلق الموسيقى من مكبرات للصوت أمام أحد مراكز الاقتراع، بينما تجمع عمال بناء وموظفون أمام مركز الاقتراع، وكان بعضهم يلوح بالأعلام المصرية ويرقص ويحمل لافتة عليها صورة كبيرة للسيسي.
واصطف بضع عشرات من الأشخاص للإدلاء بأصواتهم تحت أنظار رجال الأمن الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية. وقالت سوزان عدس (34 عاما)، وهي موظفة حكومية تعمل في القطاع الصحي، إنها جاءت للتصويت “لإنها بلدنا”. وقالت “إحنا بنحب مصر. ولازم نشارك”.
وأشادت عدس بالعاصمة الإدارية الجديدة وقالت إنها مهمة للتنمية في مصر، علما بأن البعض ينتقد مشروع العاصمة الإدارية بسبب تكلفته البالغة 58 مليار دولار في وقت تتزايد فيه ديون مصر.
وتعد الانتخابات التي بدأت يوم الأحد هي الثالثة التي يخوض السيسي غمارها منذ توليه السلطة عام 2014 بعد الإطاحة بأول رئيس منتخب في مصر محمد مرسي في يوليو/تموز 2013.
وكان مرسي، الذي ينتمي للتيار الإسلامي (جماعة الإخوان المسلمين)، قد فاز بالرئاسة عام 2012 بعد عام من الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك الذي حكم البلاد لـ30 عاما قبل أن تطيح به انتفاضة شعبية في مطلع عام 2011.
وشهدت الانتخابات ظهور 3 مرشحين آخرين غير بارزين، هم عبد السند يمامة وفريد زهران وحازم عمر. بينما أوقف أبرز منافس محتمل وهو أحمد الطنطاوي ترشحه في أكتوبر/تشرين الأول، قائلا إن المسؤولين والبلطجية استهدفوا أنصاره وحالوا دون حصوله على التوكيلات اللازمة للترشح، وهي اتهامات نفتها الهيئة الوطنية للانتخابات.
ويقول منتقدون إن الانتخابات صورية وإن شعبية الجنرال السابق (السيسي) تآكلت وسط أزمة اقتصادية طاحنة وحملة قمع مستمرة منذ 10 سنوات على المعارضين.
وحسب تقرير رويترز، ينتقد مراقبون دوليون سجل حقوق الإنسان في مصر في ظل حكم السيسي، ويتهمون الحكومة بقمع الحريات السياسية.
وتضيف الوكالة أنه على مدار العقد الماضي، تعرض سجل حقوق الإنسان في مصر تحت حكم السيسي لانتقادات شديدة في ظل احتجاز عشرات الآلاف، كثيرون منهم من جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي.
وقد سعت الحكومة إلى معالجة هذه القضايا من خلال فتح حوار وطني وإطلاق سراح بعض السجناء البارزين.
ويقول السيسي إن الاستقرار والأمن لهما أهمية قصوى، وهي رسالة وجدت صدى لدى بعض الناخبين الذين تحدثوا إلى رويترز.
وقالت الهيئة العامة للاستعلامات، وهي جهة حكومية، إن الانتخابات خطوة نحو التعددية السياسية فيما نفت السلطات انتهاك القواعد الانتخابية.
وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات، أمس الاثنين، إن نسبة المشاركة في أول يومين من التصويت بلغت نحو 45%، متجاوزة نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2018، لكن منتقدين شككوا في هذه الأرقام.
وشاهد مراسلون لرويترز يغطون الانتخابات في القاهرة والجيزة والسويس والعريش على مدى الأيام الثلاثة الماضية حشودا أمام مراكز الاقتراع، وكان بعضهم ينقل بالحافلات ولكن عددا قليلا نسبيا من المواطنين أدلوا بأصواتهم.
وقال تيموثي إي. كالداس، زميل السياسات بمعهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط، “في كل مرة يُطلب من المصريين التصويت يكونون أفقر من المرة السابقة وتتناقص شعبية السيسي، ومع ذلك هل الإقبال على التصويت آخذ في الارتفاع؟ لا أحد، ولا حتى أنصار السيسي القلائل المتبقين، يعتقد أن هذه انتخابات حقيقية”.