ذكرت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية -اليوم الثلاثاء- إن زعيم البلاد كيم جونغ أون أشرف على تدريبات إطلاق نار لوحدات مدفعية في المنطقة الغربية “شملت قاذفات صواريخ متعددة، ضخمة للغاية ومجهزة حديثا”.
وأوضحت هذه الوكالة الرسمية أن كيم أشرف على التدريبات أمس، مضيفة أن التدريبات “تهدف إلى اختبار القدرات الحربية الحقيقية لقاذفات الصواريخ المتعددة عيار 600 ملليمتر، وتحسين الروح المعنوية القتالية للجنود، ووضع الاستعداد”.
وحسب الوكالة شملت التدريبات أيضا “محاكاة انفجار في الهواء لواحدة من تلك القاذفات على ارتفاع محدد مسبقا فوق الهدف. وأظهرت قدرة عالية على الحركة وقوة ضرب دقيقة وقوية في تنفيذ مهمة قتالية مفاجئة، أشاد بها الزعيم كيم”.
وأشارت إلى أنه عندما أُعطي الأمر عمد الجنود إلى “إطلاق متزامن لسلاح الإبادة” مضيفة أن “مقذوفات ضخمة من راجمات الصواريخ، ذات الحجم الكبير جدا، أطلقت من فوهات المدافع كالحمم البركانية، وحلّقت إلى الهدف مع شعلة إبادة العدو”.
ونقلت الوكالة عن كيم قوله للجنود “يجب أن تؤدي الوسائل الهجومية التدميرية التي يمتلكها جيشنا مهامها بشكل أكثر دقة، لمنع وسحق احتمال نشوب حرب مع الاستعداد التام المستمر لتدمير عاصمة العدو وهيكل قواته العسكرية”.
وهذه هي المرة الثانية التي تختبر فيها بيونغ يانغ صواريخ باليستية عام 2024، بعد إطلاقها في 14يناير/كانون الثاني الماضي صاروخا مزودا برأس حربي فرط صوتي.
التوقيت
وأُعلن عن المناورات المدفعية غداة إعلان سول أن الشمال أطلق 3 صواريخ باليستية قصيرة المدى، وصفها خبراء بأنها خطوة “محسوبة” للفت الانتباه خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية.
وأعلن الجيش الكوري الجنوبي أمس أنه رصد إطلاق عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى من مناطق قريبة من بيونغ يانغ، وقد حلقت لمسافة حوالي 300 كيلومتر قبل أن تسقط في البحر الشرقي.
وقال وزير الدفاع شين وون شيك ردا على سؤال عن تهديدات قاذفات الصواريخ المتعددة الكورية الشمالية “إذا أطلقت بيونغ يانغ عددا كبيرا من الصواريخ التقليدية ضد الجنوب، فإن ذلك سيشكل حربا وسيؤدي إلى رد عسكري قوي”.
ويأتي الإعلان عن المناورات في خضم توترات مع سول وواشنطن، ويتزامن مع زيارة بلينكن إلى سول، وبعد أيام قليلة على انتهاء مناورات عسكرية أميركية كورية جنوبية.
واستدعت هذه المناورات ردود فعل غاضبة من جانب بيونغ يانغ التي أجرت مناورات بالذخيرة الحية، والتي عادة ما تدين المناورات العسكرية المشتركة لواشنطن وسول وترى فيها تدريبا على غزوها.
وحذرت بيونغ يانغ من أن سول وواشنطن ستدفعان “ثمنا باهظا” بسبب مناورتهما العسكرية، وأعلنت لاحقا أن الزعيم كيم أشرف على مناورات مدفعية واسعة النطاق شاركت فيها وحدات حدودية “تضع عاصمة العدو بمرمى نيرانها”.
وبدا هذه المرة أن زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى سول صبت الزيت على النار. ويشارك بلينكن في “القمة من أجل الديمقراطية” بنسختها الثالثة، والتقى الرئيس يون سوك يول. كما سيلتقي نظيره الكوري الجنوبي على هامش القمة لإجراء محادثات يرجح أن تهيمن عليها جهود الحلفاء للتصدي لتهديدات الشمال.
يُذكر أن كوريا الجنوبية واحدة من الحلفاء الإقليميين الرئيسيين لواشنطن، وتنشر فيها الولايات المتحدة نحو 27 ألف جندي للمساعدة في حمايتها من الشمال.