مراسلو الجزيرة نت
حماة- بالزغاريد استقبل الأهالي المعارضة السورية بعد الدخول إلى مدينة حماة، المدينة التي خرجت في عام 2011 في أكبر المظاهرات المليونية في سوريا وسرعان ما فرضت عليها الحكومة السورية طوقا أمنيا شديدا وقطعت أوصال المدينة حتى استطاعت إخماد المظاهرات فيها، ليبقى الجمر تحت الرماد الذي لم ينطفئ منذ ارتكاب مجزرة عام 1982 حيث قتل ما يقارب 40 ألف مدني.
استقبلت حنان بالزغاريد قوات المعارضة التي دخلت حماة، وكان الخوف يتملكها وفي قلبها نار مشتعلة بعد أن قتل ولدها وفلذة كبدها في قمع المظاهرات عام 2011، بحسب ما قالت للجزيرة نت عند لقائها.
دموع فرح
أما أحمد صوان فصرخ بصوت عال “لا خوف بعد اليوم. انفكت قيودنا، هذا الخوف الذي تربينا عليه وعشنا فيه منذ عام 1980 وتجدد عام 2011، أنا اليوم أصبحت إنسانا، أنا صرت إنسانا حرا”.
وأضاف “بعد اليوم لن يبقى هناك خوف على نسائنا ولا على أطفالنا بعد أن أصبحت حماة محررة وفكت القبضة الحديدية، قتلوا خالي واعتقلوا والدي وأعمامي بأحداث عام 1980 واليوم صرت أعرف ما معنى أن أكون حرا، وأن أكون إنسانا”، بحسب ما قال للجزيرة نت.
أما لينا الصواف فتقول للجزيرة نت إن دموعها هذه ليست دموع حزن كما في الماضي، فهذه الدموع هي دموع الفرح التي تعيشها لأول مرة في حياتها، لتنادي بالصوت الذي تريد من دون خوف وبوسط ساحة العاصي ومن جانب الرمز الأكبر لمدينة حماة “نواعير حماة”.
وذكرت كيف شهدت مجزرة في حق 20 طفلا كانوا بالحضانات في أحد المشافي بحماة عام 2011، بعد قطع الكهرباء عن غرفة الأطفال الخُدج حين كانت بالمشفى تضع مولودها.
وأضافت أن “حماة ذبحت مرتين عام 1982 وعام 2011، وهذا اليوم رجعت حماة لأهلها ولسكانها، ولا يمكن أن أنسى دموع والدتي وهي التي كانت دائما تحدثني كيف تم اعتقال والدي عام 1980 الذي كان وحيد أمه، وفي عام 2011 اعتقلوا زوجي وأخوتي، وبعد خروجهم من السجن خرجوا للمناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، ليعودوا اليوم إلى بلدهم ومنزلهم”.
أفراح وزغاريد
أبو أحمد قال للجزيرة نت “قتلوا ابن أختي الذي ربيته في منزلي وابن أخي اعتقل وهو بعمر 16عاما منذ 13 سنة ولا نعرف عنه شيئا، وصهري قتل بغارة بالطائرات الحربية منذ 3 أيام، فكيف لا يكون هذا اليوم هو يوم الفرح الأكبر وقد رفعت عنا القيود، هذه اللحظة التي أعيش بها وكأنها حلم تحقق”.
ووجه أبو أحمد رسالة إلى جميع أبناء سوريا بأن الشعب السوري ليس طائفيا “نحن نحب الحياة والسلام وديننا دين سلام ومحبة نحن من حماة الأبية ندعو كل الشرفاء لإلقاء السلاح الذي يوجهه بشار الأسد إلى صدور الشعب”.
أم حسان قالت للجزيرة نت “قتل ولداي ولم أستطع أن أبكي ولكن اليوم بكيت عليهم حتى جفت دموعي، واليوم أيضا أبكي فرحا بسماع خبر تحرير حماة وخروج سلطة الأسد منها، فخرجت لأعيش هذه الفرحة الكبيرة وأشاهد الأفراح بالشوارع”.
أما خديجة العمر فأرادت التعبير عن فرحتها بانتظار قوات المعارضة على بوابة حماة الشمالية لتستقبلهم بالزغاريد فرحا بدخولهم إلى مدينة حماة “وتخلصهم من القهر والذل والجوع الذي كانوا يعيشون فيه بظل القبضة الأمنية الشديدة التي مورست بحقهم وأخذ أموالهم أو تهديدهم بالسجن” بحسب إفادتها.