كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، عن “خطة النصر” المرتقبة منذ مدة طويلة لوضع حد للحرب مع روسيا، رافضا التنازل عن أي أراض، وداعيا لتكثيف الدعم الغربي، بما في ذلك الحصول على دعوة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما سارع الكرملين للتقليل من أهمية الخطة ، واصفا إياها بأنها “خطة سلام عابرة”.
واستبعد زيلينسكي، في خطاب أمام البرلمان في كييف اليوم الأربعاء، احتمال تخلي أوكرانيا عن جزء من أراضيها مقابل تحقيق السلام ورفض أي تجميد للنزاع.
وقال في خطابه أمام النواب حيث رفع علما أوكرانيا والاتحاد الأوروبي إن “على روسيا أن تخسر الحرب أمام أوكرانيا.. ذلك لا يعني تجميد القتال أو أي مبادلة لأراضي أوكرانيا أو سيادتها”.
وأشار إلى أن الأولوية في “خطة النصر” المكوّنة من 5 نقاط هي التكامل بشكل أفضل مع حلف الناتو. وقال إن “النقطة الأولى في دعوة إلى الناتو الآن”، مشيرا إلى أن موسكو تقوّض أمن أوروبا منذ عقود نظرا إلى أن كييف ليست طرفا في الحلف العسكري.
ودعا الرئيس الأوكراني حلفاء بلاده الغربيين أيضا إلى رفع القيود على استخدام أوكرانيا للأسلحة بعيدة المدى، ليكون بإمكان كييف استهداف المواقع العسكرية الروسية في عمق روسيا وداخل الأراضي الأوكرانية التي وقعت تحت سيطرة موسكو.
تقدم روسي
في هذا الصدد، أعلن الأمين العام للحلف مارك روته أن “خطة النصر” ستناقش في قمة وزراء دفاع دول الناتو التي تبدأ غدا الخميس في بروكسل وتستمر يومين.
وقال روته “لا شك أنها ستكون على الطاولة هذا الأسبوع”، مضيفا أن “من الواضح” أن الحلفاء يناقشون الخطة التي تدعو إلى زيادة الدعم الغربي، بما في ذلك دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
من جهته، سارع الكرملين للتقليل من أهمية خطة زيلينسكي، واصفا إياها بأنها “خطة سلام عابرة”.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “خطة السلام الوحيدة الواردة هي بأن يدرك نظام كييف مدى عقم السياسة التي يتبعها ويفهم بأن عليه أن يصحو”.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن خطة زيلينسكي تعني “متاعب لأوكرانيا والشعب الأوكراني”.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن زيلينسكي “يدفع دول حلف شمال الأطلسي إلى الدخول في نزاع مباشر مع بلادنا”، مضيفة “إنها بالتأكيد ليست خطة، إنها مجموعة من الشعارات غير المتماسكة.. الصادرة عن قاتل من النازيين الجدد”.
وأعلن الجيش الروسي أثناء خطاب زيلينسكي بأن قواته سيطرت على قريتين أخريين في شرق أوكرانيا حيث تتقدم بشكل ثابت.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأنه تم “تحرير” قريتي نيفسكي وكراسني يار، فيما نشرت تسجيلا مصورا يظهر أبنية مدمّرة في نيفسكي حيث رفعت الأعلام الروسية.
وبعدما تصدّت للقوات الروسية في بداية الحرب في فبراير/شباط 2022، باتت كييف تواجه ضغوطا متزايدة لإيجاد مخرج بعدما تعرّضت قواتها إلى خسائر ميدانية، وفي وقت تكثّف موسكو ضرباتها على بنيتها التحتية.
وسيطرت روسيا على قرابة خمس الأراضي الأوكرانية منذ بدأ الحرب، وتحوّلت مدن وبلدات إلى ركام، فيما قتل آلاف المدنيين.
وطالبت روسيا كييف بالتخلي عن الأراضي التي تسيطر عليها بالفعل في شرق وجنوب أوكرانيا كشرط لمحادثات السلام.