أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أصدر مرسوما بتشكيل مجلس لتحرير القرم، في حين أعلنت الشيشان إرسال دفعة جديدة من القوات الخاصة إلى أوكرانيا.
وجاء قرار زيلينسكي بالتزامن مع إعلان المخابرات الأوكرانية استهداف خط حديدي في شبه جزيرة القرم يستخدم لنقل الذخيرة والعتاد والجنود الروس لمواصلة ما وصفته بالعدوان على البلاد.
وفي المقابل، أعلنت سلطات شبه جزيرة القرم الموالية لروسيا استكمال أعمال الصيانة في سكة الحديد المتضررة بين سيمفيروبول وسيفاستوبول، على أن تُستأنف حركة النقل بشكل كامل اليوم الجمعة، وذلك عقب تعليق عمل القطارات إثر خروج قطار شحن عن مساره.
وأشارت هيئة سكة الحديد إلى أن الحادث وقع بسبب أعمال تخريبية قام بها مجهولون، بينما حمّل رئيس برلمان شبه جزيرة القرم أوكرانيا مسؤولية الحادث.
وكان جهاز أمن الدولة الروسي أكد فتح تحقيق في أسباب الحادث على أن يتم الإعلان عن نتائجه بعد إتمام عمليات التحقيق.
وقد اتهم المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبنزيا الدول الغربية بالتواطؤ في ارتكاب ما وصفه بجرائم حرب، بسبب استمرارها مد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة.
وأكد نيبنزيا -خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، دعت لها موسكو لبحث إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا- أن الغرب يريد تحقيق هزيمة إستراتيجية لروسيا.
وفي المقابل، قال روبرت وود نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي إن الأسلحة التي تقدمها واشنطن وأصدقاء أوكرانيا الآخرون ليست سببا في استمرار حرب روسيا غير المبررة على أوكرانيا، حسب تعبيره.
خطأ أميركي في تقدير قيمة الأسلحة المرسلة لأوكرانيا
وفي واشنطن، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر مطلعة قولها إن وزارة الدفاع الأميركية أخطأت في تقدير قيمة الأسلحة التي أرسلتها إلى أوكرانيا بما لا يقل عن 3 مليارات دولار.
وبحسب الصحيفة فإنه لولا الخطأ لما احتاج البنتاغون إلى مطالبة الكونغرس بمزيد من الأموال لصالح كييف.
وأضافت مصادر الصحيفة الأميركية أن الخطأ جاء بسبب اعتماد وزارة الدفاع بشكل غير مقصود قيمة أعلى لبعض الأسلحة التي أرسلتها إلى أوكرانيا، إذ إنها اعتمدت تقييمات للمعدات الجديدة بدلا من المعدات القديمة التي تم سحبها من المخزونات الأميركية.
وقال مسؤولون في وزارة الدفاع إن الحسابات المستخدمة في إعلانات المساعدات العسكرية منذ اكتشاف الخطأ كانت كلها صحيحة.
قوات شيشانية إلى جبهات القتال
وبينما يستمر القتال في أوكرانيا وسط حالة من “الاستعصاء”، أعلن رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف إرسال قوات إضافية تابعة للفوج الـ96 في الحرس الوطني الروسي إلى أوكرانيا، متمنيا لجميع المقاتلين العودة منتصرين وسالمين.
وكتب قديروف على “تليغرام”: “انطلق من غروزني عاصمة الشيشان إلى منطقة العملية العسكرية الروسية بقيادة محمد توشايف، جنود إحدى أكثر الوحدات جاهزية وفعالية في القتال التابعون لفوج العمليات الروسي الـ96″، بحسب وسائل إعلام روسية.
وأضاف قديروف أن “مقاتلي الفوج سينضمون إلى أشقائهم الذين حلوا سابقا محل رفاقهم في هذه المهمة، علما أن غالبيتهم شاركوا عدة مرات بمهام خاصة في إطار العملية العسكرية الروسية”.
بالمقابل، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجنوده، بعد النجاحات التي حققتها القوات الأوكرانية بالمعارك الضارية في بلدة باخموت، الواقعة شرقي البلاد.
وقال في كلمته المصورة المسائية الخميس: “أولا، قامت الألوية الدفاعية بعمل جيد، ونفذوا أهم المهام الإستراتيجية”. وقال: “الألوية الهجومية تقوم بعمل جيد”.
وتجنب بشكل متعمد إعطاء أي تفاصيل عن العمليات القتالية أو أي خطوات أخرى بحثها مع مجلسه العسكري. كما قال إن القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي قامت “بعمل ممتاز” في حماية المدنيين.
أوكرانيا تعلن تدمير صواريخ روسية
من جهة أخرى، أعلن سلاح الجو الأوكراني الخميس أنه أسقط 29 صاروخ كروز من أصل 30 أطلقتها روسيا في هجوم ليلي جديد على كييف ومناطق أوكرانية أخرى أسفر عن سقوط قتيل واحد على الأقل في أوديسا.
وسياسيا، أُعلن الجمعة عن عقوبات أميركية جديدة تستهدف “آلة الحرب” الروسية في إطار جهود قمة مجموعة السبع في اليابان لتشديد الخناق على موسكو، وفق ما أفاد مسؤول أميركي رفيع.
وتأتي هذه السلسلة التاسعة من الضربات الصاروخية الروسية التي تستهدف العاصمة كييف خصوصا منذ بداية مايو/أيار، في وقت تقول كييف إنها تنهي تحضيراتها لشن هجوم مضاد واسع النطاق لإخراج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
خلال هذا “الهجوم الليلي” الأخير، نجحت القوات الأوكرانية في تدمير “33 هدفا جويا، بينها 29 صاروخا و4 مسيّرات”، كما قال قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشتشوك.
لكن وزارة الدفاع الروسية أكدت أنها “أصابت” و”دمرت” كل أهدافها في الضربات الليلية.
ولم تحدد الوزارة الأهداف التي تعرضت للقصف، لكنها اكتفت بالقول إنها استهدفت “مستودعات كبيرة من الأسلحة والمعدات الأجنبية وكذلك احتياطيات العدو”.
وقالت الإدارة المدنية والعسكرية في كييف إن الهجمات التي تشنها القوات الروسية منذ مطلع مايو/أيار “غير مسبوقة في قوتها وشدتها وتنوعها”.
وأضافت أن قاذفات إستراتيجية روسية أطلقت من منطقة بحر قزوين صواريخ كروز، بينما حلّقت مسيرات استطلاع فوق العاصمة في وقت لاحق. وتابعت أن “كل أهداف العدو رُصدت ودُمرت في المجال الجوي لكييف”.
وفي ميناء أوديسا على البحر الأسود، قُتل شخص وجرح اثنان خلال هجوم على موقع صناعي، بحسب متحدث باسم الجيش.
وتحدث الجيش عن هجمات بـ”صواريخ كروز” في منطقة فينيتسيا وسط البلاد، فيما أشارت وسائل إعلام محلية إلى حدوث انفجارات في خميلنيتسكي على بعد نحو 100 كيلومتر غربا.