قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اليوم الخميس، إنه يسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال هذا الشهر، مشيرا إلى أن موقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد تغير بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وأجرى سوليفان اليوم مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مفاوضات صفقة التبادل وسط حديث مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل قدمت لحركة حماس اقتراحا محدثا للتوصل إلى اتفاق، وأن الحركة أبدت استعدادا أكبر للتحلي بالمرونة.
وقال سوليفان، في مؤتمر صحفي اليوم، إنه يعمل حاليا على التوصل لاتفاق لإطلاق سراح الأسرى في غزة، مضيفا أنه “آن أوان التوصل لاتفاق لاستعادتهم كلهم”، واعتبر أن اتفاق وقف إطلاق النار سيسمح بإطلاق سراح الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة.
وأضاف سوليفان “نتطلع إلى إبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة”، مشددا على أن اتفاق وقف إطلاق النار “سيبدأ بإعادة الرهائن” وزيادة المساعدات بشكل كبير إلى غزة.
كما قال إنه بعد اجتماعه مع نتنياهو أصبح لديه شعور بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعد للتوصل إلى اتفاق، وأضاف أنه عندما يزور الدوحة والقاهرة سيكون هدفه هو التوصل إلى اتفاق خلال هذا الشهر.
وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي إلى أن موقف حماس على طاولة المفاوضات “تغير بعد وقف إطلاق النار في لبنان”، واعتبر أن “اغتيال إسرائيل قادة في حماس ساعد أيضا في وضع محادثات وقف إطلاق النار على المسار الصحيح لتحقيق نتائج”، بحسب زعمه.
وتأتي زيارة سوليفان إلى إسرائيل قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر، اللتين تضطلعان بدور الوساطة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق.
وقال دبلوماسي غربي في المنطقة إن الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الأسرى ووقف قصير للقتال.
على الصعيد ذاته، أفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن الوزير لويد أوستن بحث مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، هاتفيا أمس الأربعاء، التطورات الإقليمية وأعاد التأكيد على التزام بلاده الصارم بأمن إسرائيل، وقالت الوزارة إن أوستن شدد على التزام واشنطن بتأمين إطلاق سراح الأسرى في غزة.
من جهته، قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي إن كاتس أبلغ أوستن بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الأسرى، بمن فيهم المواطنون الأميركيون.
وكان موقع أكسيوس قد نقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل قدمت لحماس الأسبوع الماضي اقتراحا محدثا للتوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح بعض من الأسرى الـ100 لدى حماس، وبدء وقف لإطلاق النار في غزة.
وأضاف أكسيوس -عن المسؤولين أنفسهم- أن حماس أبدت استعدادا أكبر للتحلي بالمرونة والبدء في تنفيذ اتفاق ولو جزئيا، مشيرين إلى أن الاقتراح المحدث لا يختلف كثيرا عما تم التفاوض عليه في أغسطس/آب الماضي، وأن التركيز الآن منصب على تنفيذ المرحلة الأولى بشكل أساسي مع بعض التغييرات.
موقف حماس وتهديد ترامب
في المقابل، قال باسم نعيم القيادي في حركة حماس إن “أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية”.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة حيث جرت محادثات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، وفقا لمصدر مطلع.
وتحدث مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات ومطلع على مواقف جميع الأطراف المشاركة حول ما أسماها “حمى المفاوضات” مع ظهور أفكار من جميع الأطراف، بما في ذلك بين الوسطاء في مصر وقطر، معتبرا أن مشاركة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منحت المحادثات دفعة.
وكان ترامب قد هدد حركة حماس بدفع “ثمن باهظ” إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفا للرئيس الحالي جو بايدن في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وقال ترامب للقناة الـ13 الإخبارية الإسرائيلية الأسبوع الماضي “أود أن أناشد هؤلاء الأشخاص الذين أخذوا رهائن: توصلوا لأفضل صفقة الآن. افعلوا ذلك الآن لأن كل يوم يمر، سيصبح الأمر أصعب وأصعب وسيفقد المزيد من مقاتلي حماس أرواحهم”.
لكن مع ذلك لا يزال من غير المرجح التوصل إلى أي شيء أكثر من هدنة محدودة نظرا لتمسك الجانبين بالمطالب التي أعاقت جولات عديدة من المفاوضات وأفشلتها.