انتقد السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام، تحذير وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وكامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن، إسرائيل بشأن عدم استهداف المدنيين في غزة.
وزعم غراهام في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية، أمس الأحد، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موجودة “في كل مكان في غزة”، وأنه “ليس من الممكن” لإسرائيل التمييز بين المدنيين في هجماتها.
وأضاف غراهام، أحد صقور السياسة الخارجية الذي يدعم هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس، في برنامج “حالة الاتحاد” على شبكة “سي إن إن” أن “الإخفاق الإستراتيجي هو السماح لحماس بالصمود”، وفقا لما نقلته وكالة بلومبيرغ للأنباء.
ووصف السيناتور الجمهوري أفكار أوستن، الذي يعتقد أن “المزيد من الضحايا المدنيين في غزة يمكن أن يولّد مزيدا من المتمردين”، بأنها “ساذجة”.
وأضاف: “أنه ساذج للغاية، لقد فقدت كل الثقة في هذا الرجل… هل تعرف ما الذي يدرسه الفلسطينيون في المدارس؟ إن فكرة أن إسرائيل جعلت الناس في غزة متطرفين بطريقة أو بأخرى هي فكرة سخيفة”.
وتابع “لديهم أنفاق في كل مكان، أعتقد أن السبب وراء موت كثير من الفلسطينيين هو أن حماس تريد موتهم، إذا كانت هناك طريقة أفضل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين فأخبرني وسأخبر إسرائيل، أو أخبروهم مباشرة، ولكن فكرة أن تكون حماس قائمة عندما ينتهي هذا الأمر ستكون الإخفاق الإستراتيجي النهائي”.
هزيمة إستراتيجية
وكان أوستن قد قال في حديث له بمنتدى ريغان للدفاع الوطني يوم السبت الماضي، إنه دعا “القادة الإسرائيليين إلى تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين والخطاب غير المسؤول، ومنع عنف المستوطنين في الضفة الغربية، وتوسيع نطاق الوصول إلى المساعدات الإنسانية بشكل كبير”.
وأضاف وزير الدفاع الأميركي، أن إسرائيل قد تتلقى هزيمة إستراتيجية في غزة، في حال عدم حمايتها للمدنيين.
وحول الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، قال أوستن، “هذا النوع من الحروب، يجب إيلاء أهمية للمدنيين. إن تم دفعهم في أحضان العدو (حماس)، فإنكم تحولون الأمر من نصر تكتيكي إلى هزيمة إستراتيجية”.
وأضاف “أخبرت القادة الإسرائيليين مرارا أن حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة مسؤولية أخلاقية وضرورة إستراتيجية”.
وأكد أوستن، أن “حل الدولتين، الطريق المقترح الوحيد للخروج من الاشتباكات المأساوية”.
والسبت الماضي جددت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأميركي تأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام حماس، لكنها قالت، إنه لا بد من احترام القانون الدولي والقانون الإنساني، مشيرة إلى أن عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين قُتلوا.
وقالت هاريس لصحفيين “بصدق، حجم معاناة المدنيين والصور والمقاطع المصورة الواردة من غزة صادمة… لذا، نريد جميعا أن ينتهي هذا الصراع في أسرع وقت ممكن، وضمان أمن إسرائيل وضمان أمن الشعب الفلسطيني. لا بد لنا من تعجيل جهود إحلال سلام دائم”
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة، أسفرت عن مقتل 15523، وجرح 41316 آخرين حتى الآن، كما خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.