انطلقت في العاصمة السعودية الرياض اليوم الخميس أعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وبحث الاجتماع الجهود الدولية لمكافحة التنظيم في قارة أفريقيا، وآليات تقديم المساعدة العسكرية والاقتصادية للدول التي تبذل جهودا في محاربته.
وحثت واشنطن والرياض الدول الغربية على استعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف التنظيم وعائلاتهم المحتجزين في سوريا والعراق.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التزام الولايات المتحدة بالقضاء على الإرهاب في العالم بما في ذلك تنظيم الدولة، مشددا على أهمية إعادة توطين المقاتلين الأجانب للتنظيم لا سيما الموجودين في مخيم الهول بسوريا.
وأضاف أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة تطور منذ تشكيله في العام 2014، وتوصل إلى هزيمة التنظيم في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن استعادة الدول لمواطنيها هي مفتاح ضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم.
وقال إن مراكز الاحتجاز فيها قرابة 10 آلاف من مقاتلي التنظيم منهم ألفان من دول أخرى غير سوريا والعراق.
تجفيف منابع الإرهاب
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنه من غير المقبول على الإطلاق أن تتنصل الدول الغنية من مسؤوليتها، داعيا تلك الدول للتحرك وتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها.
وقال إن التحالف الدولي منع تنظيم الدولة من استغلال أي فرصة للعودة مجددا، موضحا أن بلاده تبذل جهدا لملاحقة تنظيم الدولة في كل مكان، “وستجفف منابع تمويل الفكر المتطرف”.
ودعا الوزير السعودي إلى الحفاظ على استقرار المنطقة بقطع طريق العمليات الإرهابية، التي تستهدف تجنيد أتباع جدد من قبل تنظيم الدولة.
وخلال المؤتمر، أعلن بلينكن تخصيص قرابة 150 مليون دولار للسوريين والعراقيين للمساعدة في تحسين الأوضاع الإنسانية، مشيرا إلى أن الصعوبات وخيبة الأمل وفرت بيئة خصبة لتجنيد أفراد في تنظيم الدولة، على حد قوله.
وتأسس التحالف الدولي بقيادة واشنطن عام 2014، عقب صعود التنظيم في العراق وسوريا.
وفي الشهر الماضي، أفاد التحالف الدولي بتراجع في هجمات التنظيم في العراق وسوريا خلال الأشهر الأولى من العام 2023، بنسبة 68% مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.
لكن لا يزال عناصر التنظيم ينشطون في مناطق ريفية ونائية ويشنون هجمات متفرقة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ووفق تقديرات نشرت في تقرير لمجلس الأمن الدولي في فبراير/شباط الماضي فإن لدى التنظيم “ما بين 5 آلاف إلى 7 آلاف عضو ومؤيد ينتشرون بين العراق” وسوريا، “وتقريبا نصفهم من المقاتلين”.