ظهرت مساحات من قاع نهر دجلة في العراق إثر انخفاض منسوب المياه إلى حد غير مسبوق، ما دفع مواطنين لممارسة لعبة كرة قدم فيه بغية تسليط الضوء على حجم الكارثة.
ونشرت منصات محلية، الخميس، مقاطع فيديو تظهر اعتلاء عدد من المواطنين قاع مساحات من النهر جراء انخفاض حاد بمنسوب بالمياه بين منطقتي الأعظمية والكاظمية ببغداد.
ووثق الفيديو حركة طبيعية للمواطنين الذي يبدو أنهم عبروا إلى منتصف النهر بالقوارب التي ترسو على ضفافه، لتسليط الضوء على انخفاض منسوب نهر دجلة الذي ينبع من تركيا شمالا ويصب في شط العرب جنوبا وبلوغه حدا مقلقا للغاية.
المشهد المتداول أثار غضب عدد من رواد المنصات الذين انتقدوا إجراءات الحكومة لمواجهة كارثة جفاف الأنهار وانخفاض مناسيب المياه المتواصل منذ سنوات.
وندد مغردون بعجز الحكومات المعاقبة على إنشاء سدود مائية لخزن مياه الأمطار وإطلاقها في فترات الجفاف أو ارتفاع درجات الحرارة للمحافظة على حيوية النهر.
وكتب الناشر سيف العلي عبر فيسبوك “منذ ظهور ما يسمى بالعراق الجديد عام 2003 لم يتم إنشاء سد مائي، حسبي الله ونعم الوكيل على كل من أشاع الفساد ونهب خيرات الوطن العظيم”.
ويشهد العراق منذ سنوات انخفاضا كبيرا في مستوى مياه نهري دجلة والفرات، ما أسفر عن جفاف بعض البحيرات والأنهر الفرعية، فيما ترجع وزارة الموارد المائية الأسباب إلى قطع إيران وتركيا (دول المنبع) الإمدادات المائية عن العراق.
العراق.. ملامح الجفاف الشديد
ويعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف 50 درجة مئوية.
وقد بدأت انعكاسات ذلك تتجلّى في مفاصل عدة، مثل التراجع في زراعة القمح وأرز العنبر، وجفاف بعض البحيرات بسبب قلة الإمدادات المائية والأمطار، والعواصف الترابية المتكررة.
ويبلغ إجمالي معدل الاستهلاك لكافة الاحتياجات في العراق نحو 53 مليار متر مكعب سنويا، بينما تقدر كمية مياه الأنهار في المواسم الجيدة بنحو 77 مليار متر مكعب، وفي مواسم الجفاف نحو 44 مليار متر مكعب.
ويقدّر خبراء كمية مخزون المياه في العراق بأقل من 5 مليارات متر مكعب، منها 3 مليارات هي مخزون ميت لا يستفاد منه، والمخزون الحي المستخدم هو ملياران فقط، لكن العراق لجأ إلى استخدام المخزون الميت من بحيرة الثرثار، باستخدام مضخات عائمة تضخ هذه المياه وهي مياه مالحة وملوثة لا تصلح للزراعة.
ويعاني سد حديثة وبحيرة الثرثار من مشكلة التبخر التي تُفقد العراق 10 مليارات متر مكعب من المياه سنويا، وهو ما يعادل ثلث الموارد المائية البالغة نحو 34 مليار متر مكعب.
ووفقا لتوقعات “مؤشر الإجهاد المائي”، فإن العراق سيكون أرضا بلا أنهار بحلول عام 2040، ولن يصل النهران العظيمان إلى المصب النهائي في الخليج العربي.
وتضيف الدراسة أنه في عام 2025 ستكون ملامح الجفاف الشديد واضحة جدا في عموم البلاد مع جفاف شبه كلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب، وتحول نهر دجلة إلى مجرى مائي محدود الموارد.
المصدر : الجزيرة + وكالة سند + مواقع التواصل الاجتماعي