تتواصل قصص مآسي كارثة سيول العاصفة دانيال التي ضربت مدينة درنة شرقي ليبيا، مخلفة آلاف القتلى والمفقودين، وآخرها قصة مؤثرة لأم ضحّت بحياتها لإنقاذ أبنائها الخمسة، بعد أن اجتاحت السيول منزلها.
ووثق الناشط الليبي أشرف قويدر مأساة الأم الليبية، عبر حسابه على فيسبوك، موضحا أنه بمجرد اجتياح السيول منزل العائلة، بادرت الأم بإيصال أولادها الخمسة إلى سطح المنزل، من خلال تمريرهم إلى والدهم الذي كان ينتظر لالتقاطهم في الأعلى.
وبعد أن تمكنت الأم من تمرير أبنائها الخمسة، بإيصال آخر أطفالها وهو رضيع في شهره السادس، باغتت السيول الأم وجرفتها حتى اختفت، وفق رواية قويدر، الذي وثّق أيضا جهود فرق الإنقاذ المستمرة في البحث لإيجاد جثمانها.
ويقول أحد عناصر فرق البحث إنهم مستمرون في البحث علّهم يجدون جثة الأم المفقودة، موضحا أنهم يشمون رائحة في المنزل وفي الأنحاء القريبة، مما يدل على وجود جثث، إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إليها بعد.
كما تحدث ابن شقيقة الفقيدة قائلا إنها أنقذت أولادها الخمسة، قبل أن تجرفها السيول الشديدة، بالنظر إلى مكان سيارة العائلة التي رمت بها السيول بعيدا عن المنزل.
جهود مستمرة
وتتواصل جهود فرق البحث والإنقاذ المحلية والأجنبية في مدينة درنة، أملا في العثور على ناجين تحت الطمي والأنقاض، أو التعرف على جثث المفقودين، خاصة في ظل أعداد كبيرة من الأشخاص جرفتهم السيول نحو البحر.
وضرب الإعصار مدنا عدة في الشرق الليبي بينها درنة، مخلفا 11 ألفا و470 قتيلا و10 آلاف و100 مفقود، و40 ألف نازح، وفقا لأرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم 16 سبتمبر/أيلول الجاري.
ويقول الناطق باسم اللجنة العليا للطوارئ التابعة للحكومة المكلفة من مجلس النواب محمد الجارح، إن “العدد الإجمالي للجثامين المسجلة في المناطق المتضررة من السيول بلغ حتى الآن 3753″، كما أنه يظل مرشحا للارتفاع في كل لحظة مع استمرار جهود البحث والإنقاذ.