يعمل المسعفون في قطاع غزة خلال الحرب طيلة اليوم لمواجهة التدفق الكبير للمصابين من القصف الإسرائيلي في حدود ما لديهم من إمكانات تتضاءل كل دقيقة.
ووفقا لما قاله أحد المسعفين للجزيرة، فإنهم يفرزون الحالات فور وصولها لتوزيعها مباشرة على الأقسام حسب خطورتها وما تتطلبه من رعاية.
ويقف بعض المسعفين على أبواب المستشفيات لاستقبال الجرحى القادمين، الذين يحملهم في بعض الأحيان جرحى مثلهم بعدما انقطعت عنهم كل الأسباب بسبب الحصار والدمار.
وبين وقت وآخر، يختلس الواحد منهم دقائق قليلة لإراحة جسده على كرسي وتناول المياه أو الشاي إن وجد، في حين أصبح الحديث عن وقت راحة من الدوام أمرا غير ممكن، حسب المسعف.
وحتى إن حصل أحدهم على قسط من الراحة، فإنها تكون راحة للجسد لا النفس، وفق المسعف الذي قال إنهم يستقبلون الحالات كمن يعيش في كابوس، لأنهم لا يعرفون من الجريح أو الشهيد القادم.
وبالفعل، كان المسعف يستقبل دفعة جديدة الجرحى ووقع ما كان يخشاه، حسب قوله، إذ كان والده بينهم.
وإلى جانب ضغط العمل، فإن المسعفين يحاولون التخفيف عن الأطفال المنتشلين من تحت أنقاض بيوتهم، بأي طريقة وبما هو متاح.
ففي صور نقلتها الجزيرة، ظهر أحد المسعفين وهو يحاول ينفخ في قفازه الطبي ليكون على شكل بالون، لكي يضحك أطفالا جاؤوا لتلقي العلاج.
وثمة معاناة أخرى تعيشها الطواقم الصحية في غزة وهي أنهم لم يعودوا قادرين على التواصل مع ذويهم إلا عبر الهواتف أو المراسلات، لأنهم يمثلون الخط الأول في هذه الأزمة، حسبما يقولون.