روى شهود عيان للجزيرة لحظات الرعب التي عاشوها عندما حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأطلق النار على بناية سكنية كانت تؤوي نحو 50 نازحا في مدينة غزة مطلع فبراير/شباط الجاري.
وتضمنت الشهادات تفاصيل ما تعرض له نحو 50 نازحا في البناية التي تقع في محيط الجامعة الإسلامية في غزة، بما في ذلك قتل الشاب الشهيد عبد الكريم الرملاوي (18 عاما) -الذي كان بين المحاصرين- برصاص قناص.
وأظهرت مشاهد مصورة آثار كثافة إطلاق النار على البناية التي تعود لعائلة بكرون، ولجأ إليها نازحون من عائلات أخرى، بينهم عائلة الرملاوي، لتعيش هذه العائلات أياما من الرعب، خاصة أنها تعرضت للاستهداف المباشر، وفقدت أحد أفرادها برصاص القناص الإسرائيلي، كما اشتعلت النار في الطوابق العلوية من البناية.
وقال المسن أبو جهاد بكرون “كنا في هذا البيت قرابة 50 شخصا، وكان أحد الشبان من العائلة أصيب برصاصة مباشرة من قناص إسرائيلي، وهو في داخل المنزل، ثم بعد ذلك جاءت الآليات الإسرائيلية، وحاصرت البناية وأطلقت النار والقذائف بشكل مكثف ونحن بداخلها، لجأنا إلى الاحتماء في أسفل درج، وكنا ننطق الشهادة، وندعو الله أن ينجينا”.
وأضاف بكرون أن المحاصرين تعرضوا لإطلاق نار “مثل مطر الشتاء”، مشيرا إلى أن عائلته اضطرت لدفن الشاب عبد الكريم في ساحة البناية بسبب الحصار.
وتوثق الصور التي حصلت عليها الجزيرة آثار دماء الشاب عبد الكريم الرملاوي وحجم الفتحات التي تسبب فيها إطلاق النار من القناصة والآليات الإسرائيلية التي كانت تتمركز بجوار المنزل.
وتحدث الشاب خليل الرملاوي، شقيق الشهيد عبد الكريم، من داخل الغرفة التي استشهد فيها شقيقه قائلا “ما إن وقف كريم في محيط الشباك بالغرفة، حتى تعرضت لنيران القناصين الإسرائيليين، وأصيب برصاص في رأسه وصدره واستشهد على الفور. كانت ابنتي الصغيرة معي، وهربنا من الغرفة، ثم تعرضنا لإطلاق نار من كل النواحي، كما أطلقت الآليات قذيفة مدفعية واشتعلت النيران في الغرفة وسحبنا جثة أخي، وهذه بقايا القذيفة”.
وروى الرملاوي اللحظات الصعبة التي عاشتها العائلة بسبب القصف والحصار الإسرائيلي. وكانت شهادات سابقة حصلت عليها الجزيرة كشفت حجم الرعب الذي عاشته العائلات في أحياء الرمال وتل الهوى والصبرة بمدينة غزة نتيجة توغل قوات الاحتلال واستهدافها كل من يتحرك في هذه المناطق.