بعد الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز بالمغرب، وجدت آلاف العائلات نفسها خارج منازلها بسبب الأضرار التي لحقتها. كما فرض ذلك على الناس حياة جديدة قاسية داخل الخيام التي أُقيمت في المناطق المتضررة.
ويتفقد المتضررون حجم التصدع الذي أصاب منازلهم جراء الزلزال والتي لم تعد صالحة للسكن. وبحذر شديد، أصر مصطفى على أن يدخل بيته المتضرر ليطعم طيورا مما يبعث لديه أمل باستمرار الحياة رغم قسوتها.
كما قُيمت الأضرار التي أصابت المنازل في مدينة تحناوت بأنها خطيرة، وقد استبدلها سكانها بخيام لا يعرفون إلى متى سيطول بقاؤهم فيها، ولكنهم يعتنون بها كما لو كانت مساكنَ دائمة متجاوزين كل صعوبات العيش فيها.
ويشار إلى أن المحنة التي أصابت المغاربة كشفت أوجه التضامن، إذ أصبحوا يتقاسمون الطعام وساعات يومهم الطويل داخل الخيام، كما تحاول عائلة مصطفى الإبقاء على الأجواء التي كانت تجمعهم تحت سقف بيتهم.
ولم تكن عائلة مصطفى تحمل هما غير مستقبل أبنائها، ولكن الحمل أصبح ثقيلا اليوم بالتفكير في كيفية إعادة ترميم البيت وبنائه من جديد، كما تدور العديد من الأسئلة في مخيلتهم من قبيل: متى سيعودون إلى بيتهم؟ وهل ستعود حياتهم إلى ما كانت عليه قبل الزلزال؟
وقد نقلت كاميرا الجزيرة الحياة وسط مدينة مراكش، حيث تتشابه الأوضاع ويختلف المشهد، فالناس يفترشون الأرض مستندين إلى أسوار مدينتهم العتيقة بعد أن أصاب الزلزال منازلهم بأضرار بالغة ولم تقو على الصمود بسبب طابعها المعماري القديم. وقد يطيل ذلك عمليات ترميمها مما قد يستدعي مغادرة هؤلاء إلى مراكز إيواء بعيدة عن مدينتهم التي يأبون فراقها.