جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري رفض بلاده القاطع أي محاولات لدفع الفلسطينيين إلى التهجير خارج أراضيهم أو تصفية قضيتهم.
وجدد شكري -خلال لقاء جمعه -اليوم الأحد- في بروكسل مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل– رفض مصر “توظيف إسرائيل إمعانها في السيطرة على كافة معابر قطاع غزة كأداة لإحكام الحصار وتجويع الشعب الفلسطيني، وخلق واقع غير مأهول بالحياة في القطاع”.
وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد -في بيان- أن مباحثات شكري وبوريل ركزت على تناول مختلف الأبعاد الإنسانية والأمنية والسياسية للأزمة في قطاع غزة، وسبل احتواء تداعياتها، ودعم المسار السياسي لتنفيذ حل الدولتين وإنهاء هذه الأزمة من جذورها.
وشدد شكري على الدور المهم المنشود من الأطراف الدولية المؤثرة، مثل الاتحاد الأوروبي، في دعم التحركات الراهنة لوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، ووقف نزيف دماء الفلسطينيين.
وأكد الطرفان ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووقف العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، فضلا عن ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية بشكل كامل وآمن إلى القطاع.
كما تم التأكيد على أهمية قيام إسرائيل باحترام وحماية العاملين في المجال الإنساني، وعدم استهداف مقرات وكالات الإغاثة الدولية، فضلا عن ضمان وصول وحرية تنقل أطقم الإغاثة في قطاع غزة اتساقا مع أحكام القانون الدولي الإنساني.
تحذير من عملية رفح
وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية أن شكري جدد التحذير من مخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، لتداعياتها الإنسانية الكارثية على أكثر من 1.4 مليون فلسطيني، وتأثيراتها الأمنية على السلام واستقرار المنطقة ومقدرات شعوبها.
وطالب بـ”ضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال وإزالة جميع العقبات التي تضعها أمام عملية دخول المساعدات، وفتح جميع المعابر البرية بين إسرائيل والقطاع، فضلا عن توفير الظروف الآمنة لأطقم الإغاثة الدولية لاستلام وتوزيع المساعدات في القطاع”.
وفي 7 مايو/أيار الجاري، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني مع معبر رفح، بعد يوم من إعلان تل أبيب بدء عملية عسكرية في رفح رغم تحذيرات دولية.
وفي سياق متصل، قال بوريل إن الوضع في غزة فاق كل المستويات التي يمكن تصورها، حتى بعد قرار محكمة العدل الدولية إيقاف الحرب وإدخال المساعدات.
وأضاف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي -في مستهل اجتماع للشركاء الدوليين في ملف فلسطين ببروكسل- أن الضفة الغربية هي أيضا على حافة الانفجار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.