أكد عدد من الفلسطينيين -الذين تعرضوا للاعتقال من الجيش الإسرائيلي في خان يونس جنوب قطاع غزة، وأُفرج عنهم صباح اليوم الخميس في رفح- أن مصلحة السجون الإسرائيلية تمارس أقسى أنواع التعذيب بحق المعتقلين دون التفرقة العمرية بينهم.
وظهرت على أجساد المعتقلين المفرج عنهم آثار التعذيب والضرب الذي تعرضوا له داخل السجون الإسرائيلية على مدار فترة اعتقالهم خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة.
وقد روى المسن محمود النابلسي -في شهادة أدلى بها لوكالة “سند” التابعة لشبكة الجزيرة- تفاصيل اعتقاله وتعذيبه، وقال “دخل الجيش بيتي في حي الأمل بخان يونس وأبلغته أنني مريض ولا أستطيع التحرك. اعتقلوني ثم وضعوني في بيت مهدوم، ولاحقا نقلونا إلى المعتقلات في إسرائيل. مكثت 10 أيام داخل السجن، وكل يوم نتعرض للضرب والتعذيب، لم أر هذا العذاب في حياتي، مارسوا ضدنا أسوأ الممارسات”.
وتابع النابلسي “لو بقيت يومين إضافيين في السجن لفقدت حياتي، كان يسألونني عن الأنفاق والأسرى، وقلت لهم لا أعلم شيئا، أنا عمري 70 عاما”.
وأضاف “لم نشرب الماء داخل السجن لمدة 4 أيام، كانوا يصبون المياه على الأرض أمامنا، حتى يعذبوننا ونحن عطشى”.
اختطاف وتعذيب
أما المعتقل المفرج عنه خالد النبريص من خان يونس، فقال في شهادته “عند إخلائنا لخان يونس توجهنا عن طريق البحر. وعند مرورنا بالحاجز، تعرضتُ للاختطاف من قوات الجيش الإسرائيلي. نقلونا إلى السجون، تعرضنا للتعذيب الشديد، نتغطى ببطانيات ممتلئة بالمياه، نعيش بردا غير طبيعي ولم نشرب الماء”.
وتابع “الجيش نقلنا إلى مكان آخر، تعرضنا لتعذيب مختلف، كل مكان فيه عملية تعذيب مختلفة عن الأخرى، كان الضابط يضربني على رأسي، وعندما أشكو، يضربني أكثر، ولم أستطع النوم من البرد”.
وعبّر عن معاناته قائلا “إلى جانب التعذيب الجسدي، نتعرض لإهانة نفسية كبيرة.. شتائم وغيرها”.
وفي رسالة شدد على أهمية إيصالها للعالم، قال النبريص “هناك شباب صغار يشعرون بالرعب الشديد من ممارسات التعذيب داخل السجون، ويتعرضون لتعذيب مضاعف، حيث يتعرضون لهجوم بالكلاب أثناء نومهم”.