قال الدكتور عمر زقوت مشرف الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي بغزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اتصلت الساعة الثامنة صباحا بإدارة الصحة وأمهلتهم ساعة واحدة لإخلاء المستشفى بشكل كامل من الكوادر الطبية والمرضى.
ووصف الدكتور زقوت -في اتصال هاتفي مع الجزيرة- عملية الخروج من المستشفى بالصعبة للغاية، حيث طلبت قوات الاحتلال من الجرحى والمرضى رفع أيديهم فوق رؤوسهم، بينما كانت البنادق مصوبة عليهم.
وبحسب زقوت فقد تم توجيه النازحين للخروج عبر شارع الوحدة الذي انتشرت على جنباته عشرات الجثث التي لم تدفن بعد، وأوضح أن الكثير من الشيوخ والأطفال من النازحين لم يستطيعوا مواصلة السير حتى الثلث الأول من شارع الوحدة.
ووصف طريق الخروج ببالغ الصعوبة؛ حيث الدمار في كل مكان والحفر الكبيرة تملأ الشوارع بسبب القصف الإسرائيلي ومعظم المباني مدمرة بشكل كامل.
وأضاف أن “هناك جثثا متفحمة وشيوخا من النازحين يتساقطون على الطريق غير قادرين على المواصلة وشهداء على الطرقات لم يجدوا من يدفنهم بعد”.
وقال زقوت إن بعض الجرحى غير القادرين على الحركة في أقسام العناية الفائقة والعظام والجراحة ظلوا بالمستشفى يرافقهم بعض الأطباء، وإن الجيش الإسرائيلي أبلغهم بأن خروجهم سيتم تنسيقه عند الساعة الـ11 مع الأمم المتحدة، و قدر زقوت عدد الجرحى والمرضى الذين بقوا بالمستشفى بنحو 150 مريضا وجريحا.
وفيما يتعلق بوضع المستشفى عند مغادرته قال إن وضع الشفاء أصبح صعبا جدا حيث لا ماء ولا كهرباء منذ أكثر من أسبوع، والأطفال ظلوا بلا أكسجين لفترة طويلة، واصفا المستشفى بأنه أصبح مثل “الكهف” وأضحى مكانا غير صالح بتاتا.
وأكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استجوبت بعض الكوادر الطبية أثناء محاصرتها للمجمع واحتجزت بعضهم، مشيرا إلى أن زميلا لهم لا يزال أسيرا لدى قوات الاحتلال.