أكدت وزارة الصحة في غزة سقوط شهداء وجرحى جراء الهجوم الذي نفذته قوات الاحتلال على مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وحدات من الجيش سيطرت على المجمع واعتقلت العشرات من الفلسطينيين.
وأكدت وزارة الصحة عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين في مجمع الشفاء، بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ. وأضافت في بيان أن حريقا نشب عند بوابة المجمع، مما أدى إلى حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين داخله.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قوات الاحتلال نفذت عملية مخططا لها منذ أيام في مجمع الشفاء، وسيطرت اليوم الاثنين على المجمع، واعتقلت 80 شخصا وصفتهم بـ”المخربين”، وأشارت إلى إصدار “أوامر للمسلحين بالخروج من مختلف الأماكن بالمجمع والاستسلام”، وفق زعمها.
وتحدث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في وقت سابق عن عمل من وصفهم “بقادة كبار في حماس” من داخل المجمع لمهاجمة إسرائيل، وفق تعبيره.
من جانبه، أفاد مراسل الجزيرة أنس الشريف بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الرجال والشباب من النازحين بعد اقتحام عدد من المدارس في محيط مجمع الشفاء، وطلبت من النساء التوجه إلى دير البلح عبر شارع الرشيد، كما تحاصر قوات الاحتلال مدرستين أخريين في محيط المجمع.
وأظهرت مشاهد حصلت عليها الجزيرة وُجود الآليات والجرافات الإسرائيلية داخل مجمع الشفاء الطبي، وتبين المشاهد إغلاق آلية إسرائيلية لبوابة المجمع بالتزامن مع عمليات تجريف داخل الساحة.
وقال الدكتور مؤنس محيسن -اختصاصي العظام في مجمع الشفاء- إن المئات من النازحين والطواقم الطبية داخل المجمع محاصرون في أروقة المستشفى وسط إطلاق نار كثيف من قبل قوات الاحتلال. وأضاف في مداخلة مع الجزيرة من داخل المجمع أن جميع أقسام المشفى أصيبت بشلل تام، مما يهدد حياة عشرات المرضى.
إدانات ومطالبات
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بأشد العبارات اقتحام الاحتلال مجمع الشفاء، ووصفه بأنه جريمة حرب صارخة، وقال المكتب إن الاعتداء يؤكد نية الاحتلال القضاء على القطاع الصحي.
من جهتها، حملت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إسرائيل مسؤولية حياة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي، وأضافت أن ما تقوم به قوات الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي برفض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في مجمع الشفاء، ودعت المؤسسات الأممية للتوجه فورا إلى المجمع لحمايته وحماية كل من بداخله.
بدورها، أدانت الفصائل الفلسطينية في غزة بأشد العبارات استمرار استهداف المستشفيات، ووصفته بأنه “استكمال لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وانتهاك صارخ لكافة المواثيق والقوانين الدولية”.
وقال بيان من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن “عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مجمع الشفاء وحرب الإبادة المتواصلة في غزة لن يصنعا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيشه النازي أي انتصار”.
وطالبت الحركة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وغيرهما من المؤسسات الأممية بضرورة حماية ما تبقى من منشآت طبية في قطاع غزة.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي منذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث اقتحمته للمرة الأولى في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد أن حاصرته لمدة أسبوع على الأقل.
وحينها انسحبت القوات الإسرائيلية من المستشفى، بعد تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه وأجهزة ومعدات طبية إضافة لمولد الكهرباء بالمستشفى.