تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس بأن تقدم بلاده دعما عسكريا إضافيا بقيمة 650 مليون يورو، وذلك خلال زيارة قام بها لأوكرانيا اليوم الاثنين لم يعلن عنها مسبقا.
وتأتي زيارة شولتس المفاجئة للتأكيد على دعم برلين لكييف في مواجهة روسيا، كما تأتي في ظل تراجع القوات الأوكرانية على خط الجبهة وسط مخاوف بشأن مستقبل الدعم الأميركي مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل.
وتعهد شولتس أثناء الزيارة بأن تقدم ألمانيا -التي تعد أكبر مزود بالمعدات الدفاعية لأوكرانيا بأوروبا- دعما عسكريا إضافيا بقيمة 650 مليون يورو (680 مليون دولار) قبل نهاية العام.
وقال في منشور على منصة “إكس” “توجهت إلى كييف الليلة بواسطة القطار عبر بلد يدافع عن نفسه بمواجهة الحرب الروسية العدوانية المتواصلة منذ أكثر من ألف يوم”.
والزيارة هي الثانية التي يقوم بها شولتس إلى أوكرانيا منذ بدَأ الغزو الروسي مطلع 2022.
وقال المستشار الألماني، الذي يواجه انتخابات يسعى للفوز فيها بولاية جديدة في فبراير/شباط المقبل بعدما انهار ائتلافه الحاكم الشهر الماضي، “أرغب من خلال زيارتي الجديدة إلى كييف في التعبير عن تضامني مع أوكرانيا”.
وتابع “يمكن لأوكرانيا الاعتماد على ألمانيا؛ نحن نقول ما نفعل ونفعل ما نقول”.
وعلقت موسكو على الزيارة، إذ قال المتحدث باسم الكرملين خلال تصريح أدلى به لوسائل إعلام “لا يمكنني القول إن لدينا توقعات فيما يتعلق بهذه الزيارة” مؤكدا أن بلاده تتابع كل المحادثات الدبلوماسية الجارية، كما أشار إلى أن “ألمانيا تبقي على خطها القاضي بتقديم دعم غير مشروط لأوكرانيا”.
ترقب
تأتي زيارة شولتس قبيل تنصيب ترامب المرتقب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، علما بأن الرئيس الأميركي المنتخب كان قد تعهد بإنهاء الحرب بشكل سريع، الأمر الذي أثار مخاوف من أنه قد يحاول الضغط على كييف للموافقة على اتفاق بشروط موسكو.
وأمس الأحد، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تحتاج إلى ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما تحتاج مزيدا من الأسلحة للدفاع عن نفسها قبل أي محادثات مع روسيا.
وجاءت تصريحات زيلينسكي بعد اجتماع عقده مع مسؤولة السياسة الخارجية الجديدة في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا اللذين زارا كييف تعبيرا عن دعمهما لها في اليوم الأول لولايتيهما.
ويدعو المستشار الألماني للجمع بين الدعم العسكري القوي والدبلوماسية لوضع حد للحرب الروسية الأوكرانية على نحو يضمن سيادة أوكرانيا.
وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، أصبح شولتس أول زعيم غربي منذ سنوات يتحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة أثارت حنق كييف، حيث ندد بها زيلينسكي حينذاك واعتبرها خطوة نحو إضعاف عزلة بوتين الدولية.
ودان شولتس خلال حديثه الهاتفي مع بوتين الحرب و”حث روسيا على إبداء استعدادها للتفاوض مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام عادل ودائم”.
وفي عهد شولتس أصبحت ألمانيا ثاني أكبر مزود لأوكرانيا بالأسلحة بعد الولايات المتحدة، لكنها رفضت إرسال صواريخ بعيدة المدى لكييف قادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية.