قال مدير وزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش إن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يواصل قصف محيط المستشفى الإندونيسي من كل الجهات بشكل مكثف، لافتا إلى أنه وجّه إنذارا بإخلاء المستشفى خلال 4 ساعات، في حين لا يزال 200 مصاب من الأطفال وكبار السن داخل المستشفى.
وأوضح في حديثه للجزيرة أنه تم أمس الأربعاء إخراج نحو 450 من الجرحى والنازحين إلى مناطق الجنوب بالتنسيق مع الصليب الأحمر، ومن المنتظر إجلاء باقي المصابين خلال اليوم.
وأشار إلى أن الاحتلال هدد المستشفى أكثر من مرة عبر إنذارات مكتوبة واتصالات، وهو يتابع بشكل لحظي عملية إخلاء المستشفى في ظل سياسته التي يصر عليها بشكل عنيف، والتي تتمثل في إجبار جميع سكان مدينة غزة وشمال القطاع على النزوح إلى الجنوب.
وفي هذا السياق، يرى البرش أن الاحتلال منزعج بشدة لعدم رضوخ معظم أهالي الشمال لهذه السياسة، إذ لم ينزح سوى 25% فقط من سكان الشمال البالغ عدهم 1.2 مليون، وهو الأمر الذي يدفعه لزيادة العنف والتنكيل بحقهم.
وعن عملية خروج 450 جريحا ممن كانوا بالمستشفى أمس الأربعاء، وصف مدير الصحة المشهد بأنه كان “فظيعا جدا”، إذ أراد الجميع الهروب من الأوضاع الصعبة التي تسيطر على المستشفى فتسابقوا لأخذ أماكنهم في الباصات، في حين تبقى كبار السن والأطفال الذين لم يستطيعوا التنافس على الخروج.
وأشار إلى أنهم طلبوا 4 باصات و10 عربات إسعاف أخرى لنقل من بقي في المستشفى، وهم 200 مريض إضافة إلى طاقم طبي وإداري محدود، مشددا على أنهم لا يزالون تحت وطأة حصار قوات الاحتلال التي لا تسمح بإدخال الغذاء والماء والدواء إليهم، وتستهدف كل من يخرج بالطائرات المسيرة.
وفي هذا السياق، لفت إلى أن كثيرا ممن حاولوا الخروج في بداية حصار المستشفى تم استهدافهم ولا تزال جثث كثير منهم على قارعة الطريق، مشيرا إلى أن هناك عشرات الجثث كذلك، في ساحة المستشفى وأقسامه المختلفة، لم يسمح الاحتلال بدفنها.