تستحوذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتداعياتها على حيز اهتمام الصحافة العالمية، فضلا عن توسع الصراع إلى منطقة البحر الأحمر وتبعاته المتوقعة.
وخلص تحليل لمحرر الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة “هآرتس” العبرية عاموس هرئيل، إلى أن إسرائيل تغوص في وحل غزة، وربما يدوم ذلك سنوات طويلة دون أن تجد من يخلصها منه، بينما يتزايد خطر اندلاع مواجهة في الضفة الغربية.
ورغم ذلك -وفق التحليل- فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يسارع إلى البحث عن مخرج، وهو ما يجعله مع حلفائه في الحكومة مفصولين عن الواقع.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، مقالا بقلم ناداف تَمير، قال فيه إن “إسرائيل تخوض حرب الاستقلال الثانية، ومن المهم أن ندرك أن أميركا هي عمود أمن إسرائيل، والدولة الوحيدة التي ستنقذنا في أوقات الأزمات”.
ولكي يستمر هذا الدعم -يقول ناداف- تقع على الإسرائيليين مهمة إنقاذ أنفسهم من العنصرية الشريرة داخل حكومة بنيامين نتنياهو، التي قد تقود الجميع إلى الدمار.
كارثة تلوح بالأفق
بدورها أشارت صحيفة “التايمز” البريطانية إلى أن الأطفال في غزة تمزقت أسرهم وتشردوا وشُوّهوا وأصيبوا بالأمراض، والآن يواجه سكان غزة كارثة جديدة، حيث يلوح في الأفق شبح المجاعة.
ونقلت الصحيفة عن جيسون لي، مدير منظمة “أنقذوا الأطفال” في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن معاناة الأطفال في غزة حاليا أمر لا يمكن تصوره، علما أنه كان بالإمكان تجنب ذلك.
وتطرقت صحيفة “غارديان” البريطانية في افتتاحيتها إلى أنه يجب حماية الصحفيين في غزة وحرية الصحافة، لكنها استدركت بالقول “بعد مقتل عشرات من الإعلاميين في الأشهر الثلاثة الماضية، فإن الحقيقة نفسها مهددة”.
وتضيف الصحيفة أن المراسلين الذين أصيبوا والذين عانوا من خسائر شخصية مدمرة، سارعوا للعودة إلى عملهم لإخبار العالم بما يحدث للآخرين، “وعندما يموت كثيرون، فمن الضروري أن نتساءل عن السبب ونعمل على وقف المذبحة”.
أما صحيفة “تشايانا ديلي” الصينية، فقالت إن المعايير المزدوجة للغرب تتجلى في قطاع غزة، “فقد اتسمت رواياتهم حول الصراعين في غزة وأوكرانيا بالتناقض الشديد”.
وتضيف الصحيفة “لقد تجاهل القادة الغربيون العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين في خطاباتهم، ما يعكس استهتارهم التام بحياة الفلسطينيين”، ثم تختم “خطاب الساسة الغربيين بات أجوف، ما جعل قلة من الناس يأخذونهم على محمل الجد”.
أزمة البحر الأحمر
من جانبها أشارت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إلى أن بعض المحللين يرون أن ضم الولايات المتحدة للحوثيين إلى لائحة الإرهاب يحمل دلالات رمزية أكثر من أي شيء آخر.
ونقلت المجلة عن المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية ميك مولْروي، أن هذا الإجراء لن يردع الحوثيين أو إيران، ومن المرجح أن تستمر الهجمات على الشحن في البحر الأحمر.
أما الكاتب برادلي دريس فقال في مقاله بموقع “ذا هيل” الأميركي، إن كل الدلائل تشير إلى أن الصراع بين أميركا والحوثيين سيكون طويل الأمد، ويؤدي -من ثم- إلى تعميق اضطرابات الشحن البحري، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وإشعال الشرق الأوسط، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تجنب وقوع حرب إقليمية أوسع.
المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة الإسرائيلية + الصحافة البريطانية + الصحافة الصينية