تناولت الصحف العالمية بشاعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي قالت إنها الأكثر دموية في التاريخ الحديث من حيث عدد الضحايا والتراجع الحاد في المساعدات التي تصل إلى السكان.
فقد أكدت صحيفة غارديان البريطانية أن هذه الحرب شهدت أرقاما قياسية في عدد الضحايا من الأطفال والصحفيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية وموظفي الأمم المتحدة.
وقالت الصحيفة إن غزة -إلى جانب ذلك- أصبحت تضم أكثر الأشخاص حرمانا من الغذاء في العالم.
وفي صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وصف مقال سياسة إسرائيل لإدارة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة بـ”الكارثية”، وقال إن “الرغبة في الانتقام والتجاهل وعدم الكفاءة كلها أفضت إلى تفاقم مسؤولية إسرائيل عن الأزمة”.
وأضافت أن إمداد غزة بالمساعدات “ظل أسفل جدول أعمال الحكومة وخضع للمزاج العام وأهواء الخطاب السياسي والتطورات على الأرض في غزة والضغوط الدولية”.
تداعيات خطيرة
أما صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، فتحدثت عن “التداعيات الخطيرة” لتعثر مفاوضات وقف إطلان النار في غزة، وقالت إن السكان يعانون الحرمان من الوصول إلى المساعدات الضرورية، وإن حصيلة القتلى في ارتفاع وحياة “الرهائن” معلقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن شهر رمضان يقترب “مع تهديد إسرائيلي بالهجوم على رفح، وتوقعات بتصاعد التوترات خلاله (شهر رمضان) داخل إسرائيل وعلى الحدود مع لبنان وفي البحر الأحمر أيضا”.
وفي صحيفة واشنطن بوست، كتب جون هدسون أن الولايات المتحدة مستمرة في تزويد إسرائيل بالأسلحة رغم القلق المتزايد في الأوساط الأميركية بشأن سلوكها في الحرب.
واستند الكاتب إلى معلومات تفيد بموافقة واشنطن على أكثر من 100 صفقة أسلحة لإسرائيل منذ غزوها القطاع، قائلا إن الرقم “يعد أحدث إشارة إلى تورط الولايات المتحدة الكبير في صراع عبّر مسؤولون ومشرعون بارزون عن تحفظاتهم بشأنه”.
وختاما، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إنه حتى المقابر لم تسلم من التدمير في غزة، وإن نحو نصف مواقع الدفن في القطاع تعرضت للتدمير إما بسبب مرور الآليات العسكرية الإسرائيلية أو القصف الجوي أو المدفعي.
وأشارت الصحيفة إلى أن سكان غزة وصحفييها وثّقوا تدمير العديد من المقابر ومشاهد الجثث والرفات المتناثر، مؤكدة أن عمليات التجريف التي صاحبت الهجوم البري الإسرائيلي “لعبت دورا كبيرا في الإضرار بمقابر فلسطينيي غزة”.