سلط صحفي إسرائيلي الضوء على طموحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتأجيل الانتخابات الإسرائيلية المقررة عام 2026 من خلال تغييرات داخلية ستغير وجه إسرائيل، والتعويل على تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة في الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة. وجاءت هذه المقابلة من خلال حوار نشرته صحيفة معاريف على موقعها الإلكتروني مع شخصية تنتمي لحزب الليكود، وعملت مع نتنياهو في وقت سابق.
ولم يسّم الصحفي نير كيبنيس هذه الشخصية، ولكنه وصفها بصيغة قال فيها إنه “من الليكوديين المخضرمين حتى الجذور، والذي دفع في الماضي ثمنا إعلاميا بسبب انتمائه السياسي”. وهو شخص “كان مستشارًا، وعمل بشكل وثيق مع رئيس الوزراء، عندما كان لا يزال هناك أشخاص حول نتنياهو موالون للمملكة (إسرائيل) وليس فقط للملك (يقصد نتنياهو)”.
تأجيل الانتخابات
بدأ الرجل حديثه للصحفي بقوله إن نتنياهو “سيبقى رئيسا للوزراء لمدة 5 سنوات أخرى على الأقل”، وفي حين ظن الصحفي أن هذا المستشار السابق يبالغ، فعاجله بالتعليق “أو 5 أشهر، أيهما يأتي أولا”، فأجابه عضو الليكود “أنت لا تفهم، هذه الحرب لن تنتهي ما دام خطر الانتخابات يحوم في خلفية الأحداث”.
وعندما سأله الصحفي: “هل تراهنون على إجراء الانتخابات في موعدها عام 2026؟”، مشيرا إلى عدم إمكانية تأجيلها، أجابه المستشار السابق: “أنت ساذج.. إن تأجيل انتخابات السلطة المحلية، الذي بدا وكأنه عمل فني، كان هو البداية”. وذلك في إشارة إلى تأجيل انتخابات السلطات المحلية والبلديات لمرتين، والتي كانت مقررة يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين أجريت في فبراير/شباط الماضي.
وعندما واجهه الصحفي بأن “هناك قانونا، وهناك محكمة عدل عليا، وهناك عوامل لن تسمح بحدوث ذلك”، كانت إجابة المستشار السابق أن “شرعيتهم أصبحت موضع شك بالفعل، والشرطة لن تطبق القانون (يقصد بسبب خضوعهم لأوامر إيتمار بن غفير)، أما الجهات الأخرى التي قد تتمرد (يقصد المسار الذي يريد نتنياهو السير فيه)، فستدرك أن الإصرار على تطبيق القانون يعني مواجهة عنيفة مع جهاز الأمن الداخلي، الذي يخضع الآن للتعديل بحيث يصبح مواليا للسلطة” وأضاف أن “دولة إسرائيل وقوانينها ستخضع للخط السياسي المهيمن حاليا على الحكومة”.
وأوضح عضو الليكود أن “ما يحدث الآن في الشرطة ليس سوى البداية. وقريبا سينتهي جميع رؤساء الأجهزة الأمنية من واجباتهم، سواء الجيش الإسرائيلي، أو الموساد، أو الشاباك، ولن يعيّن (يقصد نتنياهو) إلا من يكون مخلصًا له في جميع الأحوال”.
وأضافت الشخصية الليكودية أن لنتنياهو هدفين: أولاهما جر الصراع في الشمال إلى مرحلة الغليان، والثاني هو التشاجر مع بايدن وخدمة ترامب. وأن ترامب -في المقابل- بعد أن يصل للسلطة سيمنح نتنياهو حرية القيام بحرب شاملة مع لبنان، وهي حرب ستستمر لمدة طويلة وبالتالي ستؤدي إلى منع أي احتمال لإجراء الانتخابات. ويعقب كل ذلك استكمال عملية الاستيلاء على الأنظمة الداخلية، بحيث سيسمحون لنتنياهو بتأجيل الانتخابات، طالما رافقه شعور بأنه يتمتع بصحة جيدة تؤهله للبقاء في السلطة”.
التعويل على ترامب
بعيدا عن الحوار الذي أجراه مع الشخصية التي تنتمي لحزب الليكود، فقد أضاف الصحفي نير كيبنيس تحليله على ما يجري من أحداث، وقام بإسقاط المعطيات التي استمدها من الحوار مع الشخصية الليكودية على تصرفات نتنياهو في أزمة قانون الحريديم وقانون الحاخامات الذي أجّل بحثه بسبب المعارضة له داخل الليكود.
الأمر الذي دفع الصحفي كيبنيس لتأكيد أن نتنياهو يعمل على تكريس كل مهاراته واهتماماته لضمان استمرارية ولايته، معتبرا أن “الهدف الأقرب الآن هو نوفمبر/تشرين الثاني (الانتخابات الأميركية) وتأجيل أي تهديد داخلي إلى ذلك الحين، سواء كان ذلك: منع تقديم موعد الانتخابات، أو تشكيل لجنة تحقيق حكومية، بالإضافة للحفاظ على القوانين التي تهدف إلى خدمة حلفائه في التحالف”.
ويوضح الصحفي -في مقاله بمعاريف- أنه “إذا نجح الرهان، فكل ما عليه أن يفعله الآن هو إنهاء الدورة الصيفية للكنيست بسلام”.
وهنا يتحدث الصحفي عن سيناريو يراه مروعا، وقد يؤدي لنهاية العالم (يقصد إسرائيل) حسب قوله، ويضيف أن “هذه الحرب مريرة وطويلة الأمد، حتى ندرك جميعا أنه من المستحيل إجراء انتخابات أو إجراء لجنة تحقيق تحت النار، ومن لا يفهم سيجد أمامه قوة من الشرطة، التي ستتحول من محاربة الجريمة إلى وحدة لقمع التظاهرات”.
ويختم الصحفي نير كيبنيس مقاله بالقول “الوحيدون الذين يمكنهم على ما يبدو منع مثل هذا السيناريو هم أعضاء الكنيست من حزب الليكود وأحزاب الائتلاف”.