كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن سيناريوهات متوقعة يستعد لها الجيش الإسرائيلي في حال وقوع مواجهة مسلحة جديدة مع حزب الله اللبناني.
وقالت الصحيفة إن “احتمالية نشوب حرب أخرى بين إسرائيل ولبنان عالية كما كانت دائمًا، نظرا لتزايد عدد الحوادث على الحدود الشمالية في الأشهر الأخيرة، فضلا عن استمرار الأزمة الداخلية في إسرائيل بشأن الإصلاح القضائي”.
وأشارت إلى أن الحرب هذه المرة لن “تنحصر في جبهة واحدة فقط، بل ستكون متعددة الجبهات ومتداخلة، ومن غير المستبعد أن تنضم غزة أيضا إلى المعركة، وستكون إسرائيل مطالبة بالتصدي للهجمات والعمليات في الضفة الغربية”، بالإضافة إلى هبة داخل الخط الأخضر وأراضي عام 1948.
وأوضحت أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعرف سيناريو الحرب مع حزب الله بالخطير والمرجح.
أهداف إستراتيجية
وقالت الصحيفة إنه “غير الإصابات المحددة للبيوت وآلاف المصابين، فإن التخوف الإستراتيجي لدى المنظومة الأمنية هو الضرر الذي قد يلحق في استمرار أداء الدولة لمهامها، شبكة الكهرباء، الاتصالات، الإنترنت، سلسلة توريد الأغذية والقدرة على تقديم الخدمات للمواطنين في أعقاب التوقف عن عمل”.
وأشارت إلى أنه في إطار السيناريو “الخطير والمرجح” في المنظومة الأمنية فإنه من الممكن أن ينجح حزب الله وإيران وأتباعهم بضرب منشآت إستراتيجية معروفة وثابتة في إسرائيل، مثل محطات كهرباء، بشكل يجعل إسرائيل تعيش في الظلام لساعات طويلة.
وتضيف أن “التخوف الشديد هو من ضربة دقيقة لمحطات توليد الطاقة بشكل يضر جدا بالقدرة على إنتاج الكهرباء التي من دونها ستتشوش أيضا الاتصالات مما يؤثر في القدرات الدفاعية”.
الصواريخ والجبهة الداخلية
وبخصوص القدرة الصاروخية لحزب الله، أشار التقرير إلى أن إسرائيل “ستحتاج للتعامل مع عدد غير مسبوق من الصواريخ التي يتم إطلاقها على أراضيها يوميا، باستخدام 6 آلاف صاروخ في الأيام الأولى من الحرب وما بين 1500 إلى 2000 صاروخ لاحقا”.
وتابعت “هذه الأرقام فلكية، لا سيما بالمقارنة مع 294 صاروخا تم إطلاقها على إسرائيل في المتوسط يوميا خلال عملية درع وسهم الجيش الإسرائيلي في الربيع”، في إشارة الى الحروب الأخيرة على قطاع غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن “القصف الصاروخي المحتمل والحملة التي يقودها حزب الله ستؤدي إلى مقتل ما يقرب من 500 مدني، وهذا لا يشمل الجنود، وإصابة الآلاف”.
وأردفت “يشير السيناريو إلى أن التحدي الأكبر سيكون على الساحة الداخلية، مع احتمال أن تكون قوات الأمن بحاجة إلى التعامل مع عدة اضطرابات داخلية في الوقت نفسه”.
وتطرقت الصحيفة إلى ما ستعانيه إسرائيل من ناحية المواصلات وبيئة العمل “في المنظومة الأمنية يشيرون إلى إمكانية ألا يكون هناك دخول إلى المطارات في إسرائيل، وأن يتوقف الطيران الأجنبي وستكون الطرق مغلقة”، مشيرة إلى أن التخوف الأبرز “هو من عدم امتثال الفلسطينيين من الداخل لعملهم الحيوي كسائقي الشاحنات، في مثل هذا الوضع ستنقطع سلسلة التوريد”.
وحسب التقديرات الأمنية، فإن “نحو 50% من المستوطنين سيتغيبون عن عملهم، وحوالي 70% سيتغيبون عن مرافق حيوية، والقطاع الحيوي سيعاني من نحو 20% من التغيب”، وفقا لما أوردته إسرائيل اليوم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “بالنظر إلى ما سبق ذكره، ربما يمكن للمرء أن يفهم إحجام الجيش الإسرائيلي عن الانجرار إلى حرب مع حزب الله وأن يختار بدلا من ذلك ردود فعل معتدلة على استفزازاته”.