يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن غدا الأحد جولة أوروبية، إذ سيزور لندن لإجراء محادثات مع ملك بريطانيا تشارلز الثالث ورئيس الوزراء ريشي سوناك، وسيشارك في قمة حلف الشمال الأطلسي “ناتو” (NATO) في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، لينهي رحلته بزيارة عاصمة فنلندا هلسنكي.
وذكرت صحيفة “إزفيستيا” الروسية في تقرير أن بايدن سيحاول خلال جولته تعزيز العلاقات مع هذه الدول منفصلة ومع التحالف المناهض لروسيا ككل، مبينة أن مسألة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا -في ظل فشل الهجوم مضاد- ستهيمن على جميع المفاوضات.
ونقلت إزفيستيا عن الأستاذ في جامعة ديترويت الأميركية سعيد خان قوله إن زيارة بايدن إلى لندن والاجتماع مع سوناك يهدفان إلى تعزيز الحوار بين البلدين، حيث يريد الجانب الأميركي أن يظهر للمملكة المتحدة أن واشنطن لا تزال ملتزمة بالعلاقة مع حلفائها.
أسلحة
ويرجح خان أن يناقش اللقاء الأزمة الأوكرانية في المحادثات، خاصة مسألة تسليم مقاتلات “إف-16” (F-16) إلى كييف وفرض مزيد من العقوبات على موسكو.
كما نقلت الصحيفة الروسية عن الأكاديمي في الجامعة الأميركية في واشنطن بيتر كوزنيك قوله إن الجولة الأوروبية لبايدن تتزامن مع فشل الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا، وفي ظل ضغط متزايد من طرف الأمم المتحدة والفاتيكان ودول الجنوب لوقف إطلاق النار والدفع باتجاه المفاوضات.
وأضاف كوزنيك أن بايدن سيناقش تسليم أسلحة متطورة لأوكرانيا، ربما من بينها أنظمة الصواريخ التكتيكية من طراز “إم جي إم-140” (MGM-140) ومقاتلات “إف-16”.
بدوره، أوضح المحلل السياسي الروسي جيريمي كوزماروف أنه إلى جانب المساعدة العسكرية لكييف سيركز بايدن وسوناك على مناقشة خطط زيادة العقوبات ضد روسيا والسبل التي يمكن من خلالها عزل موسكو.
قمة الناتو
وبشأن قمة حلف شمال الأطلسي يومي 11 و12 يوليو/تموز الجاري، قالت الصحيفة الروسية إن كثيرين توقعوا أن تشهد إعلان انضمام السويد رسميا إلى الناتو، لكن تركيا والمجر منعتا ذلك.
وبالإضافة إلى ذلك، من المستبعد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي في هذه الظروف بعد أن اعترف رئيسها فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده لن تكون قادرة على الانضمام إلى الحلف حتى نهاية الصراع.
وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني إن السلطات تنتظر دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الناتو بـ”تاريخ مفتوح”.
وذكرت إزفيستيا أن إيغور جوفكفا نائب رئيس مكتب العمليات في أوكرانيا سبق أن صرح بأن 20 دولة من دول الحلف (31 عضوا) تؤيد ضم كييف، وبينما تستميت دول البلطيق وبولندا في الدفاع عن هذه الفكرة تعارضها بودابست، لكن هذا الوضع لن يمنع كييف من تعليق آمال للحصول على “ضمانات أمنية” خلال القمة في فيلنيوس.
وبحسب الصحيفة، سيزور الرئيس الأميركي فنلندا (العضوة الجديدة في معسكر الناتو) للمشاركة في قمة دول شمال أوروبا التي ستركز على توثيق التعاون بين دول الشمال والولايات المتحدة في قضايا الأمن والبيئة والتكنولوجيا، وستولي اهتماما كبيرا بالتعاون المتزايد في مجال الأمن والعضوية الجديدة لفنلندا في الناتو.
وتعليقا على ذلك، قال كوزماروف إن الولايات المتحدة تحشد دول الشمال، في تحالف معاد ضد روسيا، مضيفا أن المشاركين في الاجتماع سيركزون على القضايا المتعلقة بالتعاون التجاري والأوضاع في القطب الشمالي.