ذكرت صحيفة صينية أن علماء صينيين كشفوا عن بدء البلاد في نظام رادار يتم تركيبه على سفن حربية سيكون الأكبر في التاريخ، وهو ما قد يغير ميزان القوة البحرية في محيطات العالم بقدرته على اكتشاف الصواريخ القادمة من على بعد آلاف الكيلومترات.
وأضاف موقع “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” (South China Morning Post) الإخباري الصيني (ناطق بالإنجليزية) أن العلماء المشاركين في مشروع الرادار ذكروا أن أي سفينة عسكرية صينية، مزودة بهذا الرادار، ستكون قادرة على كشف صاروخ باليستي من مسافة تبلغ 4 آلاف و500 كيلومتر، وهو ما يعادل المسافة بين جنوب الصين وشمال أستراليا.
جدير بالذكر أن الرادارات في معظم السفن الحربية لها مدى مراقبة يمتد لبضع مئات من الكيلومترات.
وقال الباحثون الصينيون -في ورقة نشرت في 31 مايو/أيار 2023 بمجلة “إلكتريك ماشين إند كونترول” (Electric Machines and Control) الصادرة بالصينية- إن الرادار يمكنه أيضا تتبع أهداف متعددة على نطاق يبلغ طوله 3500 كيلومتر، وهي المسافة بين الأراضي الصينية وجزيرة غوام الأميركية الواقعة وسط المحيط الهادي.
وحسب فريق العلماء والمهندسين الصينيين، الذي يقوده الأستاذ المساعد سون دونيانغ (Sun Donyang) في جامعة هاربين للعلوم والتكنولوجيا الصينية، فإن الرادار مناسب لتركيبه على السفن الحربية الصينية الجديدة.
القدرات التقنية
وفقا للورقة البحثية الصينية، فإن هذا الرادار يتكون من عشرات الآلاف من أجهزة إرسال واستقبال الإشارات، وهو عدد أكبر بكثير مقارنة بما هو موجود في الرادارات البحرية الموجودة بالعالم.
ويمكن لأجهزة الإرسال والاستقبال الموجودة بالرادار البحري الصيني أن تولد مجتمعة إشارات كهرومغناطيسية نبضية بقوة 30 ميغاواتا، وهو ما يكفي لتحطيم الأجهزة الإلكترونية في أي سفينة حربية بالعالم.
وقال عالم رادار يعيش بالعاصمة بكين، وهو غير مشارك في مشروع الرادار العملاق، إنه حتى وقت قريب كانت فكرة تصنيع ووضع رادار بقوة 30 ميغاواتا على متن سفينة حربية تعد “ضربا من الخيال العلمي إلى حد ما”.
ويضيف العالم الصيني، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع، أن ضغوطا كبيرة تواجهها الصين لتطوير أجهزة رادارات أفضل لسفنها الحربية، وذلك بسبب تزايد الأنشطة العسكرية للولايات المتحدة في آسيا.
ويضيف موقع “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أنه يمكن أن تشكل قضية حجم الرادار تحديا عند تطوير أنظمة رادار بعيدة المدى، فمثلا أقوى رادار بالعالم يملكه الجيش الأميركي يوجد بولاية فلوريدا، وهو يشغل مساحة تزيد على 23 ألف متر مربع، ما يساوي مساحة 3 ملاعب لكرة القدم.
غير أن التطورات التكنولوجية أسهمت في تقليل حجم الرادارات عالية القدرة بشكل كبير، وذلك جراء توفر بعض المكونات الأساسية بكميات أكبر وبأسعار أقل من أي وقت مضى، وذلك بفضل تكنولوجيا الجيل الخامس من الاتصالات.