نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن الإحباط في واشنطن جراء سلوك إسرائيل في حرب غزة حقيقي ولم يأت فقط بسبب اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية، في حين أفادت تقارير أخرى بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر خوض مواجهة مع الرئيس جو بايدن.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الإحباط تزايد بعد حادثة قصف قافلة المساعدات الشهر الماضي، في إشارة إلى مجزرة الطحين التي وقعت عند دوار النابلسي بمدينة غزة وخلّفت ما لا يقل عن 118 شهيدا.
وأضاف المسؤول أن الإدارة الأميركية تشعر أن تلك المأساة ألقت الضوء على تجاهل إسرائيل لتحذيرات واشنطن المتكررة فيما يتعلق بالحاجة إلى تجنب الأزمة الإنسانية.
وذكر المسؤول أن هذه الرسائل نقلت خلال اجتماعات عضو مجلس الحرب الإسرائيلي الوزير بيني غانتس مع كبار مسؤولي إدارة بايدن في واشنطن قبل أسبوع.
كما كُررت هذه الرسائل على مسامع السفير الإسرائيلي الذي استدعي إلى البيت الأبيض للقاء فردي مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.
وحسب الصحيفة، فقد أخبر سوليفان السفير الإسرائيلي أن واشنطن تعدّ إسرائيل مسؤولة بالكامل عن الأزمة الإنسانية وتتوقع من إسرائيل معالجتها.
“لسنا محمية أميركية”
في المقابل، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن نتنياهو غضب بسبب تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) الذي يشير إلى احتمال فقدانه السلطة، وقرر خوض “مواجهة قوية” مع بايدن، مشيرا إلى أن علاقة الطرفين تقترب من اللاعودة.
وأفاد أحدث تقييم لمجتمع الاستخبارات الأميركي بأن عدم الثقة بقدرة نتنياهو على الحكم تتعمق بين الإسرائيليين، وتوقع خروج احتجاجات كبيرة تطالب باستقالته، مرجحا أن يتم تشكيل ما سماها حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول قوله -ردا على تقرير الاستخبارات الأميركية- إن الإسرائيليين لا غيرهم، هم من يختارون رئيس وزرائهم، مؤكدا أن إسرائيل “ليست محمية أميركية”.
وأضاف المسؤول أنه يتوقع من واشنطن إسقاط حركة حماس وليس حكومة إسرائيل.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة منذ أكثر من 5 أشهر، خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء، وسط تحذيرات منظمات دولية من المجاعة، ولا سيما في شمال القطاع، جراء تقييد الاحتلال لدخول المساعدات.
وتقدم الولايات المتحدة دعما سياسيا واسعا لإسرائيل في هذه الحرب، حيث استخدمت الفيتو (حق النقض) في مجلس الأمن عدة مرات لإحباط قرارات تدعو لوقف إطلاق النار، فضلا عن إقامتها جسرا جويا لتزويد تل أبيب بآلاف الأطنان من الأسلحة والذخيرة.