بثت الجزيرة مساء الاثنين مشاهد حصرية لجثث في مستشفى حرستا العسكري بريف العاصمة السورية دمشق، يعتقد أنها تعود لمعتقلين من سجن صيدنايا وبعضهم كانوا منشقين ومعارضين لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ووفق مراسل الجزيرة عمر الحاج، فإنه تم العثور على أكثر من 40 جثة مجهولة الهوية، وأغلب الظن أنها وصلت من سجن صيدنايا وبعضهم قتلوا حديثا في الأيام القليلة التي سبقت سقوط نظام الأسد.
ويقع سجن صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال دمشق، وبني عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ”المبنى الأحمر”، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، في حين يُعرف الثاني بـ”المبنى الأبيض”، وهو مخصص للسجناء العسكريين.
ويعد هذا السجن أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، ويطلق عليه “المسلخ البشري” بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله، ولُقب بـ”السجن الأحمر” نتيجة الأحداث الدامية التي شهدها خلال عام 2008.
ووضعت على الجثث أشرطة لاصقة كتب عليها بعض الرموز والأرقام والتواريخ من دون أسماء، وتعود لسجناء قضوا في سجن صيدنايا وتعرضوا للتعذيب حتى الموت، حسب مراسل الجزيرة.
ووفق الحاج، فإن بعض الجثث كانت سوداء اللون، بسبب سوء الحفظ، ولا يوجد من يقوم بحفظها بسبب انقطاع الكهرباء، لافتا إلى أن الجثث بحالة هزال شديدة، وتفوح منها روائح ومكدسة بطريقة غير آدمية.
ونقلت الجزيرة شهادة محمد محيرس، وهو سوري جاء يبحث عن والده (82 عاما) و3 من أشقائه اعتقلوا بمحافظة القنيطرة منذ فترة طويلة، ولم يلتقِ بهم منذ ذلك الحين.
وقال محيرس إنه دخل المستشفى بحثا عن عائلته المفقودة، ولكنه لم يتمكن من التعرف على هوية الجثث في مستشفى حرستا، بسبب فظاعة المشهد وعدم وجود عيون لدى الجثث المجهولة.
وبثت الجزيرة شهادة ثانية لسيدة سورية، قالت إنها تبحث عن ابن شقيقتها وصهرها المعتقلين في سجون نظام الأسد منذ عام 2012 بطريقة عشوائية.
وكشفت السيدة تعرضها خلال السنوات الماضية إلى عملية ابتزاز مالية من قبل “سماسرة المعتقلين”، في محاولة منها لمعرفة أي معلومات بشأن مصير من تبحث عنهم.